(أنه لم يكن ظالما فى قتلهم) وإلا لما كان للدنيا سرور بخلود.
[الإدماج] :
(ومنه) أى ومن المعنوى (الإدماج) يقال أدمج الشىء فى ثوبه إذا لفّه فيه (وهو أن يضمن كلام سيق لمعنى) مدحا كان أو غيره (معنى آخر) هو منصوب مفعول ثان ليضمن ...
______________________________________________________
يفيد الحصر عندهم لأنه لقب وهو لا مفهوم له ، كقولهم على زيد حج ، واعتبره الدقاق والصير فى من الأصوليين ، وقد يقال هذا ظاهر بالنظر للمجرور فقط أى الأعمار ، أما إذا نظر لمجموع الجار والمجرور فهو قيد ، وأئمة الأصول يعتبرون مفهومه. اه يس.
(قوله : أنه لم يكن ظالما فى قتلهم) أى : لأن الظالم لا سرور للدنيا ببقائه ، بل سرورها بهلاكه ، ومعلوم أن كونه غير ظالم مدح فهم من التهنئة لاستلزامها إياه ، فالمدح الأول لازم للمعنى الذى جعل أصلا وهو النهاية فى الشجاعة ، والمدح الثانى لازم للمعنى الذى جعل مستتبعا بالفتح وهو كونه سببا لصلاح الدنيا.
[الإدماج] :
(قوله : يقال) أى : لغة أدمج الشىء فى ثوبه إذا لفّه فيه أى : أدخله فيه فهو فى اللغة الإدخال مطلقا (قوله : وهو) أى اصطلاحا (قوله : أن يضمن كلام) أى : أن يجعل المتكلم الكلام الذى سيق لمعنى متضمنا لمعنى آخر ، فالمعنى الآخر ملفوف فى الكلام ، فقوله : يضمن على صيغة المبنى للمفعول والنائب عن الفاعل هو كلام (وقوله : سيق لمعنى) نعت لكلام (وقوله : معنى آخر) مفعول ثان ليضمن منصوب به بعد أن رفع به المفعول الأول بالنيابة (قوله : معنى آخر) أراد به الجنس أعم من أن يكون واحدا كما فى البيت المذكور فى المتن ، أو أكثر كما فى قول ابن نباتة :
ولا بدّ لى من جهلة فى وصاله |
|
فمن لى بخلّ أودع الحلم عنده (١) |
يريد أن وصاله لا يتيسر له إلا بترك الوقار ومداراة رقبائه وملازمة عتبته والرضا بالطرد والشتم وغيرهما من أفعال الجهلاء ، والخلّ بالكسر الخليل ، فقد أدمج فى
__________________
(١) الإيضاح ص ٣٢٧.