فقوله : إلا وسوى استثناء مثل بيد أنى من قريش وقوله : لكنه استدراك يفيد فائدة الاستثناء فى هذا الضرب ؛ لأن إلا فى الاستثناء المنقطع بمعنى لكن
[تأكيد الذم بما يشبه المدح] :
(ومنه) أى ومن المعنوى (تأكيد الذم بما يشبه المدح وهو ضربان ـ أحدهما : أن يستثنى من صفة مدح منفية عن الشىء صفة ذم بتقدير دخولها) أى صفة الذم (فيها) أى فى صفة المدح (كقولك : ...
______________________________________________________
أى حالة كونه زاخرا أى مرتفعا من تلاطم الأمواج (وقوله : إلا أنه البحر) أى من جهة الكرم (قوله : سوى أنه الضرغام) أى الأسد من جهة الشجاعة والقوة (قوله : لكنه الوبل) جمع وابل وهو المطر الغزير ، ولم يكتف بوصفه بكونه بحرا فى الكرم عن كونه وبلا فيه ؛ لأن الوبلية تقتضى وجود العطاء بالفعل ، والبحرية تقتضى التهيؤ للأخذ من كل جانب ، فالكرم المستفاد من البحرية كالقوة ، والمستفاد من الوبلية كالفعل ، فلم يكتف بالأول عن الثانى (قوله : فقوله : إلا وسوى إلخ) أى فقوله : إلا أنه البحر (وقوله : سوى أنه الضرغام) مثل بيد أنى من قريش من جهة أن كلّا من الضرب الثانى ؛ لأنه أثبت أولا صفة مدح وعقبها بأداة استثناء يليها صفة مدح أخرى ، إلا أن الصفة الأخرى فى البيت قد تعددت (قوله : فى هذا الضرب) أى ضرب بيد أنى من قريش وهو الضرب الثانى ، والحاصل أن الاستثناءين والاستدراك المذكور كل منهما فى هذا البيت من قبيل بيد أنى من قريش وهو الضرب الثانى ، والتأكيد فيه من الوجه الثانى فقط ، ومثال الاستدراك الذى كالاستثناء فى الضرب الأول.
ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم |
|
بهنّ فلول من قراع الكتائب (١). |
[تأكيد الذم بما يشبه المدح] :
(قوله : صفة ذم) أى ثابتة لذلك الشىء (قوله : بتقدير) أى بواسطة تقدير دخولها فيها ومعلوم أن نفى صفة المدح ذم ، فإذا أثبت صفة ذم بعد هذا النفى الذى هو ذم جاء
__________________
(١) البيت من الطويل ، وهو للنابغة الذبيانى فى ديوانه ص ٤٤ ، وخزانة الأدب ٣ / ٣٢٧ ، ٣٣٤ ، ٣٣١ ، ولسان العرب ٨ / ٢٦٥ (قرع) ، ١١ / ٥٣٠ (فلل).