احترازا عن نحو غلام زيد راكب وأبوه راكب (كقوله :
أحلامكم لسقام الجهل شافية |
|
كما دماؤكم تشفى من الكلب |
هو بفتح اللام شبه جنون يحدث للإنسان من عض الكلب ...
______________________________________________________
عطف تفسير (قوله واحترازا إلخ) أى وإنما أتى بهذا القيد لأجل الاحتراز عن نحو : غلام زيد راكب وأبوه راكب ، ونحو : غلام زيد فرح وأبوه فرح ، لعدم التفريع فى الإثبات للثانى وإن اتحد الحكم فيهما لأن الواو لمطلق الجمع ، فما قبلها وما بعدها سيان فى التقدم لكل والتأخر للآخر كذا قرر شيخنا العدوى ، هذا وفى بعض النسخ احتراز عن نحو غلام زيد راكب وأبوه راجل وفيه نظر ، لأن تفسير التفريع المذكور يستدعى اتحاد الحكم للمتعلقين ، وفى المثال المذكور حكمان مختلفان أثبتا لمتعلقى أمر ، فالاحتراز عن هذا المثال ليس بقوله على وجه يشعر بالتفريع ، بل بما علم من اشتراط اتحاد الحكم (قوله : كقوله) أى الشاعر وهو الكميت (١) من قصيده يمدح بها آل البيت (قوله : لسقام الجهل) بفتح السين أى لأمراض الجهل ، وما فى قوله (كما دمائكم) زائد لا تمنع الجار من العمل ، كما فى قوله تعالى (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ)(٢) أى فبرحمة ، فتكون الدماء هنا مجرورة بالكاف وما بعده أعنى جملة تشفى من الكلب فى موضع نصب على الحال ويجوز أن يكون الدماء مرفوعا على الابتداء وما بعده خبر ، ووجه انطباق التعريف السابق على هذا البيت أن مدلول الكاف الذى هو الممدوحون وهم أهل البيت أمر واحد له متعلقان وهما : الأحلام أى العقول المنسوبة لهم ، والدماء المنسوبة لهم ، أثبت لأحد متعلقيه وهو الدماء الشفاء من الكلب بعد إثبات ذلك الحكم وهو الشفاء لمتعلق آخر وهو العقول ، ولا يضر فى اتحاد الحكم كون الشفاء فى أحدهما منسوبا للكلب وفى الآخر للجهل لاتحاد جنس الحكم (قوله هو) أى الكلب بفتح اللام (قوله : شبه جنون) أى داء يشبه الجنون (قوله : من عض الكلب الكلب) الأول بسكون اللام والثانى بكسرها ، والكلب الكلب فى الأصل : كلب عقور يعض الناس ويأكل لحمهم
__________________
(١) من البسيط وهو للكميت بن زيد فى الدرر ١ / ٢٥٢ ، ومعاهد التنصيص ٣ / ٨٨ ولم أقع عليه فى ديوانه.
(٢) آل عمران : ١٥٩.