عبد الملك بن مروان وهو يومئذ ابن ست عشرة سنة ، فركب عبد الملك بالناس البحر ، وقد وصف أنه حسن الحديث ، وحسن الاستماع ، وحسن البشر ، وخفة المؤونة إذا خولف ، وترك من القول ما يعتذر منه وترك مخالطة اللئام من الناس ، وترك ممازحة من لا يوثق بعقله ولا مروّته.
وقد ذكر أن عبد الملك بن مروان لم يزل بالمدينة في حياة أبيه وولايته حتى كان أيام الحرّة ، فأخرج أهل المدينة بني أمية وعامل يزيد عليها عثمان بن محمد بن أبي سفيان ، فخرج عبد الملك مع أبيه ، ولقوا جيش مسلم بن عقبة المري ، وقد دلّ عبد الملك مسلم بن عقبة على عورات أهل المدينة ومن أين يؤتون .. وقد أعجب به مسلم وقال : قلّ ما كلمت من رجال قريش رجلا به شبها.
وقد ذكر عنه أنه جالس الفقهاء والعلماء وحفظ عنهم ، وكان قليل الحديث.
ولي الخلافة سنة ٧٣ ه بعد موت أبيه ومات في شوال سنة ٨٦ ه عن ستين سنة بعد أن أوصى بنيه بتقوى الله ، ونهاهم عن الفرقة والاختلاف ، وهو أول من كتب على الدنانير القرآن ، وقال ابن حبّان عنه : كان من فقهاء المدينة وقرائهم ، قبل أن يلي ما ولي وهو بغير الثقات أشبه.
كنيته أبو الوليد ، لقب برشح الحجر لبخله ، ويكنى أيضا أبا الذّبّان لبخره ، وولي أولاده الأربعة الخلافة من بعده.
بقي موضوع ولايته للمدينة ، فقد ذكرت الأخبار أنه ولد سنة ٢٦ ه وولي المدينة وعمره ١٦ سنة فيكون قد وليها سنة ٤٢ ه وهذا يعني أنه ولي إمّا بعد عزل والده أو ذهاب والده في احدى السفرات أو عين بشكل رسمي ، وقد ذكرت الأخبار أنه أرسل بناء على طلب معاوية كقائد لبعث أهل المدينة إلى بلاد المغرب ، وسوف نناقش الأمر بشكل مفصل في جدول أمراء المدينة في ملحق الكتاب ، وورد في ترجمة بسر بن أرطأة أنه توفي بامارة عبد الملك على المدينة.
٤١ ـ سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن العاص بن أمية بن عبد شمس ابن مناف بن قصي بن كلاب (١)
__________________
(١) انظر ترجمته : الطبقات لابن سعد ج ٥ ص ٣٠ ـ ٣٥ ، نسب قريش ص ١٧٦ ، التحفة اللطيفة ج ١ ص ٨٣ ، ج ٢ ص ١٤٨ ، ترجمة ١٥٢٠ الاستيعاب ج ٢ ص ٥٢٣ غاية المرام ج ١ ص ١٠٠ ، العقد الثمين ج ٤ ص ٥٧١ ، ترجمة