أما شيخ الحرم وقائد الحامية العسكرية والمفتي والقاضي فقد استمروا في مناصبهم دون التدخل في الشؤون العامة للمدينة كل حسب اختصاصه.
فالسلطة بيد الأمير الحقيقي مبارك بن مضيان الظاهري ، ثم أمير الرابطة المعين من قبل سعود بن عبد العزيز ، وقد قتل فيما بعد بعد أسره من قبل قوات طوسون وسيق إلى استانبول حيث علقت جثته على باب سراي الحكومة في سنة ١٢٢٧ ه.
٤٣٣ ـ سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود (١).
ـ أمير مكة والمدينة في سنة (١٢٢٠ ه ـ ١٨٠٤ م) ـ (١٢٢٦ ه ـ ١٨١٠ م)
من أمراء نجد ، يعرف بسعود الكبير ، ولي الإمرة يوم مقتل أبيه بالدرعية سنة ١٢١٨ ه وجند جيشا كبيرا أخضع به معظم جزيرة العرب ، فامتد ملكه من أطراف عمان ونجران واليمن وعسير ، وشواطىء الفرات وبادية الشام.
كان موفقا يقظا ، لم تهزم له راية ، موصوفا بالذكاء ، على جانب من العلم والأدب ، مهيب المنظر ، فصيح اللسان ، شجاعا مدبرا ، كانت إقامته بالدرعية ، وتولى بنفسه كثيرا من المغازي.
في أول سنة ١٢٢٠ ه بايع أهل المدينة سعودا على دين الله ورسوله ، وهدمت جميع القباب التي وضعت على القبور والمشاهد.
وقد حجّ بالناس في سنة ١٢٢١ ه ، وبايعه الشريف غالب ، ثم ذهب للمدينة في آخر ذي الحجة فدخل المدينة ـ وضبطها أتمّ ضبط ـ واستعمل أميرا على الرابطة محمد بن سالم من أهالي العينية ، وزار المدينة في السنوات التالية ، وكان يغير أمير الرابطة في كل سنة ، وكان قائد قلعة المدينة في ذلك الوقت حسن القلعي الذي راسل سعود بن عبد العزيز ووافق على الإذعان له ، وأقره قائدا على قلعة المدينة حتى كانت سنة ١٢٢٦ ه عندما جاءت قوات محمد علي باشا ، وحاصرت المدينة ، وكان بها الآلاف من قوات ابن سعود ، وقد ألقي
__________________
(١) ترجمته : عنوان المجد في تاريخ نجد ج ١ ص ٢٨٨ وما بعدها ، أعيان القرن الثالث عشر ص ١٢٧. الأعلام ج ٣ ص ٩٠ ، تاريخ أمراء مكة ترجمة الشريف غالب رقم ٣٠٣ ص ٨١٠ موسوعة العتبات المقدسة ـ قسم المدينة ص ١٩٦ وصف لاستيلاء محمد بن مسعود على المدينة في سنة ١٢١٩ ه ـ ١٨٠٤ م