وكان عالما فاضلا ، رأيت له (مجموع) عليه ، بخطه ، وضبطه وأوقف جميع كتبه على طلبة العلم بالمدينة المنورة وجعل النظر إليها لصاحبنا محمد أفندي الشرواتي (١) وأعتقد أن ولايته على مشيخة المدينة عادت في سنة ١٠٨٤ ه حتى سنة ١١٠٢ ه تاريخ وفاته حيث ولي بعده يوسف آغا.
٣٥٦ ـ حسن باشا (٢)
أمير المدينة المنورة استيلاء في ذي الحجة سنة ١٠٧٩ ه (٣)
ورد ذكره في سمط العوالي : قدم المدينة في ذي الحجة سنة ١٠٧٩ ه ، للتحقيق في شكاوي أهل المدينة من أزلام الشريف سعد بن زيد ، ولكنه لم يحقق مطالب أهل المدينة» (٤) وقد ذكره صاحب خلاصة الأثر : في سنة ١٠٧٩ ه ، ورد مع الحاج الشامي حسن باشا وفوّضت الدولة إليه أمر جده ومشيخة الحرم المكي والنظر في أمر مكة ، فلما بلغ الشريف سعدا ما فعله حسن باشا بالمدينة ، أخذ حذره منه ، وجمع جموعا ، وقد سعى بينهما أمراء الحج ، وضمنوا عدم المخالفة ، أمر له مولانا الشريف بفرس تساوي ألف دينار» (٥)
يستشف من هذين الخبرين أن حسن باشا ولي المدينة لمدة قصيرة كونه المفوض من السلطنة العثمانية بالتحقيق في شكاوي أهل المدينة ، وقد ذكرناه لاستكمال الصورة الكاملة لما يجري في الحجاز والمدينة بالذات في تلك الفترة الزمنية.
أما أخباره الأخرى : لما نزل حسن باشا جدّة ، بارز مولانا الشريف بالعداوة وقطع معاليمه من جدّة. وطلع إلى الحج ختام سنة ١٠٨١ ه وقيل ١٠٨١ ه ، فلما كان اليوم الثالث من أيام منى رمي برصاصة عند غروب الشمس تجاه جمرة العقبة ، فأصيب في فخده ، فوقع من فوق خصانه فاحتمله العسكر ، وقتلوا من وجدوه تجاههم من الحجاج والفقراء .. وبلغ الشريف زيد الخبر ، واعتمدت عساكر حسن باشا الحصار ، وجعلوا المدفع على باب السّدرة ... فتوسطت الأمراء .. ثم إن الباشا المذكور توجه إلى
__________________
(١) تحفة المحبين ص ٥٣ وما بعدها ، رحلة الخياري (تحفة الأدباء وسلوة الغرباء) ج ١ ص ٢٢ ، ١٩٧ ، ١٩٨ ، ٣٠٩.
(٢) ترجمته : سمط العوالي ج ٤ ص ٥٠٦ ، خلاصة الأثر ج ١ ص ٤٤١ ، تاريخ أمراء مكة المكرمة ص ٧٣٩.
(٣) نفس المصدر السابق ج ٤ ص ٥٠٦.
(٤) نفس المصدر السابق ج ٤ ص ٥٠٦.
(٥) خلاصة الأثر ج ١ ص ٤٤١.