ـ أمير المدينة المنورة في سنة ٣٣٦ ه
الأخبار المتعلقة بالمذكور متضاربة ، فمنها من يقول بولايته للمدينة المنورة ، ومنها أنه لم يل المدينة ، ولكني أرجح ولايته للمدينة وذلك لأنه ولي بعد وفاة شقيقه القاسم بن عبيد الله ابن طاهر ، ونصّ صاحب التحفة اللطيفة على ولايته في سنة ٣٣٦ ه تحديدا ، وسبب هذا التضارب بالأخبار أنه كان يقطن بمصر ، ولعب دورا هاما في أثناء دخول الفاطميين لمصر ، وأعتقد أنه هو الذي مهد وساعد الفاطميين بالدخول إلى مصر ، وساهم بشكل فعال بذلك ، وذلك نظرا لضلوعه بأحوال مصر ، وظروفها الصعبة بعد موت كافور الاخشيدي ، وبعد دخول الفاطميين لمصر ثبتوا ولايته للمدينة وعززوها.
كما تضاربت الأخبار حول وفاته ، فمنها أنه قتل من قبل الحاكم الفاطمي ، ومنها أنه فرّ منه إلى الحجاز حيث قتل أو هلك في البوادي ، ولكن هناك خبر يقول بأنه : تم نقل رفاته إلى المدينة وصلى عليه الحاكم الفاطمي وهذا ما أرجحه ، ويعزى غضب الحاكم الفاطمي عليه أنه وجد في داره رقعة مكتوب عليها :
إن كنت من آل أبي طالب |
|
فاخطب إلى بعض بني طاهر |
فإن رآك القوم كفوا لهم |
|
في باطن الأمر وفي الظاهر |
حيث اعتذر عن تزويج بناته من الحاكم بحجة أن كل واحدة منهن لها عقد زواج
والذي أراه بعد كل ذلك أنه ولي المدينة بعد شقيقه ، وظل يتنقل بينها وبين مصر ، وكان يلي أمر المدينة نيابة عنه ابنه طاهر ، ولا أعتقد أنه حبس أو قتل من قبل الحاكم الفاطمي لأن الدعوة الفاطمية كانت في بدايتها وبحاجة إلى تلك الشخصية التي قدمت خدمات جلّى للحركة قبل وصولها إلى مصر ، ورغم أن شقيقه عبد الله كان من ألد أعداء الفاطميين والذي تحالف ضدهم توفي المذكور في سنة ٣٦٦ ه ، وأيد ذلك الذهبي حيث ذكر أن وفاته في عشر السبعين.
٢٢٧ ـ علي بن الاخشيد محمد بن طغج بن جف بن خاقان التركي الفرغاني (١) ، أبو الحسن
__________________
(١) انظر ترجمته : النجوم الزاهرة ج ٣ ص ٣٢٥ ـ ٣٤٣ ، ولاة مصر ص ٣١٣ ، العقد الثمين ج ٢ ص ٣٠ ، حسن الصفا ص ١١٠ ، معجم الأسرات الحاكمة الاسلامية ص ٣٠ ، مرآة الحرمين ج ٢ ص ٣٥٥ ، تاريخ أمراء مكة المكرمة ص ٣٩١ ت ١٥٧ التحفة اللطيفة ج ٣ ص ٥٨٩ ت ٣٨١١