حميروه يوم السبت من صنعاء لاحدى عشرة ليلة باقية من المحرم سنة أربع وأربعين ومائتين.
وخرج أبو اليسع يونس بن ياسين ومحمد بن يعقوب البلخي صاحب البريد في ذي الحجة سنة أربع ودخل طريف بن ثابت غلام محمد بن يعفر في دفع الأبناء ونصرة الشهابيين يوم الثلاثاء لست ليال من شهور ربيع الأول سنة أربع (١) ، واستخلف المستعين بالله أحمد بن المعتصم بالله ، فأقر جعفر على اليمن ، وكان محمد بن جعفر قد استقضى في ولايته محمد بن أحمد الصيني ثم عزله ، واستقضى عبد العزيز بن الحسن بن بكر ، ثم عزله واستقضى جعفر بن محمد بن إبراهيم بن أوس جدّ بني ميمون ، ثم استقضى إبراهيم بن ميسرة بعده ، واستقضى عبد الله بن محمد بن إسحق بن سيرين.
ثم وجّه إلى اليمن على القضاء رجلا من قريش يقال له محمد بن محمد من ولد خالد بن أسيد (٢) بن أبي العاص بن وائل بن أمية بن عبد شمس ، ثم قدم صنعاء مع رسول الأمير [١٩ ـ أ] عبد الله بن أمير المؤمنين فقدموا بعهد محمد بن جعفر فأقام على القضاء. ثم شخص إلى مكة ولم يستخلف أحد (٣).
واستخلف المعتمد على الله (٤) بن جعفر المتوكل وبايع له محمد بن
__________________
(١) أي سنة أربع وأربعين ومائتين.
(٢) في الأصل أسد والاصلاح من عندنا. انظر ترجمة خالد بن أسيد الصحابي في الإصابة ١ : ٤٠١. واليه ينتسب جماعة من أهل اليمن منهم العلماء آل دعسين.
(٣) علق على هامش المخطوطة بقوله «لم يذكر من تولى اليمن في زمن المهتدي العباسي» قلت يعني به المهتدي بالله أبو إسحق وقيل أبو عبد الله محمد بن الواثق ابن المعتصم بن الرشيد تولى سنة ٢٥٥ وقتل سنة ٢٥٦ فولايته مدة سنة واحدة ولذا لم يذكره المؤلف أنظر تاريخ الخلفاء للسيوطي ٤٠٩ ـ ٤١١ ط دار القلم.
(٤) واسمه أحمد انظر تاريخ الخلفاء : ٤١٣.