عبد الله بن هارون أمير المؤمنين على اليمن ، فكتب يزيد بن جرير إلى إبراهيم بن يحيى الأبرهي والغمر بن عباد الشهابي (١) يستخلفهما على اليمن ، ثم قدم يزيد لأربعة عشر ليلة مضت من ذي الحجة سنة ست وتسعين ومائة [١٢ ـ أ] فأقام باليمن فقبحت سيرته فيهم ، وكان يزيد بن جرير صاحب عصبية ، فأقبل يفرّق بين رجال كانوا قد نكحوا (٢) في اليمن وبين نسائهم من الأبناء وغيرهم (٣) ، فكان يؤتى بالرجل منهم فيأمره أن يطلّق زوجته فأتى ببكر بن عبد الله بن الشّرود الأبناوي (٤) ويزيد في ملأ من وجوه أهل اليمن ، وكان تحت بكر بن عبد الله امرأة من خولان فأمره أن يطلّقها فقال : بلى والله ما حملني على تزويجها رغبة في حسنها ولكني كنت إمرء قليل المال ، وكان قومي لا يزوّجون إلّا على ألف دينار وإنما تزوّجت هذه المرأة على (٥) عنز جربة ذبحتها في وليمتها وهي طالق ثلاثا ، فسكّن ذلك يزيد عمّا كان يفعل بالناس وأقلع عن ذلك.
ثم قدم رجل من أهل العراق يكنى أبا لصّلت (٦) بكتاب إلى عمر بن إبراهيم بن واقد بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب بولايته على اليمن ، وكان عمر نازلا بظاهر (٧) من بلاد همدان وأخواله أرحب من
__________________
(١٦٥) وفيه النص الموجود هنا ويرد فيه وفي كتابنا هذا بالقشيري.
(١) انظر ترجمته ونسبه في الاكليل ١ : ٣٧٥.
(٢) التاريخ للمجهول «قد نكحوا في أهل اليمن».
(٣) التاريخ المجهول بزيادة «إذا لم يكن يمانيا».
(٤) أحد القراء في عصره وكان خطيبا مفوها (انظر تاريخ صنعاء : ٣٠٣ والاكليل ١ : ٤١٨).
(٥) التاريخ المجهول «على دينار وعنزة ذبحتها».
(٦) كنز الأخبار (خ) أبا السلط وانظر بهجة الزمن : ٣٦.
(٧) كذا في الأصل ولعل الصّواب ما جاء في التاريخ المجهول وكنز الأخبار «وكان عمر بن إبراهيم بن واقد هذا نازلا في بلاد أرحب في موضع يقال له ضمر من بلاد همدان» ويوافق ما جاء في كتابنا هذا السلوك ١ : ٢١٥ وانظر بهجة الزمن : ٣٦ والاكليل ٢ : ١٣١ وفيه طمو.