ربيع الأول ،
وجاءت البيعة للملك السعيد من مصر ، فحزن الناس عليه وترحموا ، وكان يوما شديدا
على الناس ، وجددت البيعة ، وجاء تقليد النيابة مجددا لعز الدين أيدمر.
وقال بيبرس : فكتم
الأمير بدر الدين بيليك الخزندار نائبه موته عن العساكر ، وأظهر أنه مستمر المرض ،
ورتب حضور الأطباء ، وعمل الأدوية والأشربة على العادة ، وحمل جسده إلى قلعة دمشق
، فبقي فيها مصبرا إلى أن بنيت له التربة المذكورة ، ثم إن الأمير بدر الدين
الخزندار رحل بالعساكر المنصورة [والخزائن مصونة موفورة ، والأطلاب مرتبة منتظمة]
والمحفة محمولة في الموكب [محترمة] كأن السلطان فيها مريض ولا يجسر أحد يتفوه
بموته [إلا أن الظنون ترجمت ، والأفكار تقسمت ، وغلب الناس أمر وفاته على مرضه
وحياته ، ولم تزل الحال مرتبة في النزول والترحال إلى أن وصلوا إلى القاهرة
المحروسة ، وحصلت الخزائن ، والبيوتات والخيول والاسطبلات في قلعة الجبل] فأشيع
مماته ، وأظهر للناس وفاته ، واستقر ولده الملك السعيد مكانه.
وقال المؤيد في
تاريخه : وفي سنة ست وسبعين يوم الخميس السابع والعشرين من المحرم توفي السلطان
الملك الظاهر بيبرس الصالحي بدمشق ، وقت الزوال ، عقيب وصوله من جهة بلاد الروم
إلى دمشق ، وقد ذكرنا أنه دخل دمشق في اليوم الخامس من محرم هذه السنة ، ومات في
السابع والعشرين منه ، فتكون مدة إقامته بدمشق من بعد دخوله ثلاثة وعشرين يوما.
السابع في مدة
سلطنته : قال بيبرس : مدة مملكته ثمانية عشرة سنة وشهرين [وعشرة أيام].
وقال النويري :
وكانت مدة الملك الظاهر نحو سبع عشرة سنة وشهرين وعشرة أيام لأنه ملك في سابع عشر
ذي القعدة سنة ثمان