ولداود ابن اسمه أحمد ، رأيته مترجما فى حجر قبره : بالشاب الشريف الأمير السعيد ، وليس فى الحجر تاريخ وفاته ، وما عرفت من حاله سوى هذا.
١١٦٢ ـ داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس الهاشمى العباسى :
أمير الحرمين ، ذكر ابن الأثير ، أنه كان أمير مكة فى سنة ثلاث وتسعين ومائة ، وحج بالناس فيها.
وذكر فى أخبار سنة خمس وتسعين ومائة : أنه كان عاملا على مكة والمدينة لمحمد الأمين.
وذكر فى سنة ست وتسعين : أنه كان عاملا على مكة والمدينة للأمين ، وأنه خلع الأمين فيها وبايع للمأمون ، وكان سبب ذلك ، أنه لما بلغه ما كان بين الأمين والمأمون ، وما فعل طاهر ، وكان الأمين قد كتب إلى داود بن عيسى ، يأمره بخلع المأمون ، وبعث أحد الكتابين من الكعبة.
فلما فعل هذا ذلك جمع داود وجوه الناس ، ومن كان شهد فى الكتابين ، وكان داود أحدهم ، فقال : وقد علمتم ما أخذ الرشيد عليكم وعلينا من العهود والميثاق عند بيت الله الحرام لابنيه ، لنكونن مع المظلوم منهما على الظالم ، ومع المغدور به على الغادر. وقد رأينا وأنتم ، أن محمدا قد بدأ بالظلم والبغى والغدر والمكر ، على أخويه : المأمون والمؤتمن ، وخلعهما عاصيا لله تعالى ، وبايع لابنه طفل صغير رضيع لم يفطم ، وأخذ الكتابين من الكعبة فحرقهما ظالما ، وقد رأيت خلعه ، والبيعة للمأمون ، إذ كان مظلوما ، مبغيّا عليه ، فأجابوه إلى ذلك ، فنادى فى شعاب مكة ، فاجتمع الناس ، فخطبهم بين الركن والمقام ، وخلع محمدا وبايع للمأمون ، وكتب إلى ابنه سليمان ـ وهو عامله على المدينة ـ يأمره أن يفعل ما فعل ، فخلع سليمان الأمين وبايع للمأمون.
فلما أتاه الخبر بذلك ، سار من مكة على طريق البصرة ، ثم إلى فارس ، ثم إلى
__________________
ـ «قلت : قول الذهبى صحيح ، فإن جده الأكبر جعفرا ويكنى أبا الفضل ، ويلقب مجد المعالى ، أول من أزال خطبة الفاطميين بمكة ، وخطب للعباسى ، ولبس السواد. وصرح تاج الشرف النسابة فى ترجمة ابنه محمد بن جعفر أن أباه وجده كانا أسرى بمكة ، فتأمل ذلك» كتبه محمد مرتضى غفر له.
١١٦٢ ـ انظر ترجمته فى : (المنتظم ١٠ / ٢٦ ، الكامل فى التاريخ لابن الأثير ٥ / ١٣٧ ـ ١٥٤).