الإسلام زين الدين أبى الفضل عبد الرحيم بن العراقى ، وابنه العلامة ولى الدين أبى زرعة أحمد ، والحافظ نور الدين الهيثمى ، وبمذاكرة الحذّاق من الطلبة ، والنظر فى التعاليق والكتب ، حتى صار مشهور الفضل.
وسمعته يذكر ، أنه سمع حديث السلفى متصلا بالسماع ، على عشرة أنفس ، وحديث أبى العباس الحجار ، على أزيد من أربعين نفرا من أصحابه ، ولم يتفق لنا مثل ذلك.
سمعت عليه بقراءة صاحبنا الحافظ أبى الفضل بن حجر ، شيئا يرويه من أحاديث السلفى متصلا ، عند ما قرأه الحافظ أبو الفضل بن حجر ، على مريم بنت الأذرعىّ ، بإجازتها من الوانى شيخ شيخه ، وشيئا من حديث الفخر بن البخارى ، عن عمر بن أميلة ، لإجازته للموجودين بدمشق ، وكان بها حين الإجازة ، وذلك بقرية المبارك من وادى نخلة الشامية.
وسمعت منه أشياء من شعره لا تحضرنى الآن. وقرأ علىّ بعض تواليفى فى تاريخ مكة ، وكثر أسفنا على فراقه ، ثم موته.
وكان موته فى آخر سنة عشرين وثمانمائة ، ظنا غالبا ، بيزد (٣) من بلاد العجم ، بعد أن دخل الحمام ، وخرج منه ، وبمسلخ الحمام مات.
وبلغنا نعيه بمكة ، فى موسم سنة إحدى وعشرين وثمانمائة ، رحمة الله تعالى عليه.
ومن شعره ما أنشدناه صاحبنا المقرى الفاضل أبو على أحمد بن على الشوايطى. نزيل مكة المشرفة سماعا من لفظه عنه سماعا [من البسيط] :
دع التشاغل بالغزلان والغزل |
|
يكفيك ما ضاع من أيامك الأول |
ضيعت عمرك لا دنيا ظفرت بها |
|
وكنت عن صالح الأعمال فى شغل |
تركت طرق الهدى كالشمس واضحة |
|
وملت عنها لمعوج من السبل |
ولم تكن ناظرا فى أمر عاقبة |
|
أأنت فى غفلة أم أنت فى خبل |
يا عاجزا يتمادى فى متابعة الن |
|
فس اللجوج ويرجو أكرم النزل |
هلا تشبهت بالأكياس إذ فطنوا |
|
فقدموا خير ما يرجى من العمل |
فرطت يا صاح فاستدرك على عجل |
|
إن المنية لا تأتى على مهل |
__________________
(٣) يزد : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، ودال مهملة ، مدينة متوسطة بين نيسابور وشيراز وأصبهان ، معدودة فى أعمال فارس ثم من كورة إصطخر وهو اسم للناحية وقصبتها يقال لها : كثه ، بينها وبين شيراز سبعون فرسخا. انظر : معجم البلدان (يزد).