__________________
ولولاك يا يوسف المتقي راينا الجزيرة للكفر دارا
رأينا السيوف ضحى كالنجوم وكالليل ذاك الغبار المثارا
فلله درك في هولة لقد زاد بأسك فيه اشتهارا
تزيد اجتراء إذا ما الرماح عند التناجز زدن اشتجارا
كأنك تحسبها نرجسا تدير الذماء عليها عقارا
تريك الرماح القدود انثناء وتجلو الصفائح الخدود أحمرارا
إذا نار حربك ضرمتها حسبنا الأسنة فيها شرارا
ستلقى فعالك يوم الحساب تنثر بالمسك منك انتثارا
وللشهداء ثناء عليك بحسن مقامك ذاك النهارا
وأنهم يستبشرون ألا تخاف وألا تضارا ويعتبر يوسف بن تاشفين بحق واحدا من عظماء المسلمين الذين جدّدوا للأمة أمر دينها ولم يأخذ حقه من الاهتمام التاريخي إلا قليلا نشأ يوسف بن تاشفين في جنوب بلاد المغرب (موريتانيا حاليا) نشأة إيمانية جهادية ، وأصله من قبائل «سنهاجه اللثام» ويقال بأنه حميري عربي وفي روايات أخرى بربري وشجعت مواقف ملوك الطوائف المخزية أن يتحرك «ألفونسو السادس» ملك قشتالة في محاولة منه لالتهام حواضر الإسلام الأخرى ، فتوالت غزواته ، وراح يهدد سرقسطة وإشبيلية وبطليوس وغيرها من قواعد الأندلس ، كان ذلك نذيرا .. فتحرك ما بقي من ضمائرهم ، وتفتحت أعينهم على حقيقة جلية ، وهي أن ما أصاب طليطلة سيصيبهم ، ولن تنفعهم معاهدات عقدوها مع ملك قشتالة ، وأن مصيرهم إلى السقوط والهلاك ما لم يتداركوا مواقفهم ، وتتحد كلمتهم وتجتمع على كلمة سواء. وأدرك «المعتمد بن عباد»