أعني الملوك ، إنما الغرض تعريف من تملك والترتيب على التاريخ ، ثم أن ظهر يوسف بن تاشفين (١٠٥) في أيام المعتمد بن عباد ، وكان من أمرهما
__________________
نهاية أمرهم يؤدون الجزية إلى مملكة قشتالة إلى أن قضى عليهم الموحدين (راجع : الفنون والهندسة الإسلامية (Islam : Kunst und Architektur) ل «ماركوس هاتشتاين» (Markus Hattstein).)
(١٠٥) هو يوسف بن تاشفين بن إبراهيم بن ترقنت المصالي الصنهاجي اللمتوني الحميري. أبو يعقوب. أمير المسلمين وملك الملثمين ، سلطان المغرب الأقصي ، وباني مدينة (مراكش) ، وأول من دعي بأمير المسلمين. أمه لمتونية حرة اسمها فاطمة بنت سير بن يحيى. ولد في صحراء المغرب ، ولما شب ولاه عمه أبو بكر بن عمر اللمتوني إمارة البربر ، وبايعه أشياخ المرابطين وجال جولة في المغرب بجيش كبير فقوي أمره واستولى على فاس وغزا المغرب الأوسط (الجزائر) والأدنى (تونس) وأنشأ إمبراطورية مغربية تمتد فيما بين تونس والمحيط الأطلسي. وما بين البحر المتوسط وحدود السودان. دخل الأندلس لنصرة المعتمد بن عباد صاحب إشبيلية ، وظفر في موقعة (الزلاقة) على جيوش قشتالة وليون التي كان يقودها الملك ألفونسو السادس سنة ٤٧٩ ه ، وقد أبيد في هذه الموقعة الحاسمة جيش ألفونسو ولم ينج ألفونسو نفسه ، إلا بشق الأنفس. واسترد المسلمون بهذه الوقعة مدينة (بلنسية) وعادت إليهم السيادة على الجزيرة الخضراء. وقد وصف المعتمد بن عباد هذه الوقعة التي شارك فيها ، وتسمى (يوم عروبة) بقصيدة يقول فيها مخاطبا ابن تاشفين
ويوم العروبة ذدت العدا نصرت الهدى وأبيت الفرارا
ثبت هناك ، إن القلوب بين الضلوع لتأبى القرارا