__________________
صاحب إشبيلية خطورة الموقف ، وهو أشد ملوك الطوائف مسئولية عما حدث ؛ لأنه كان بإمكانه نجدة طليطلة ، ومد يد العون إليها ، لكن غلّت يديه معاهدة مخزية عقدها مع القشتاليين بمقتضاها يتعهد ملك قشتالة بمعاونة المعتمد ضد جيرانه من الأمراء المسلمين ، وفي المقابل يتعهد المعتمد بأن يؤدي الجزية لملك قشتالة ، وأن يطلق يده في أعماله العسكرية ضد طليطلة ، دون أن يتدخل لوقف أعماله ، وبعد سقوط طليطلة ، بدأ ألفونسو ملك قشتالة يشتد في مطالبه المالية ويرهقه بالمزيد منها ، بل إنه كاتبه يطالبه بتسليم بلاده ، وينذره بسوء المصير ، وبدأ بالفعل في اجتياح بلاده وتخريب مدنها وقراها. أجمع ملوك الطوائف على ضرورة الاستغاثة بيوسف بن تاشفين أمير دولة المرابطين المغربية وكانت دولة قوية بسطت نفوذها بالمغرب ، وكان قد ذاع صيته ، واشتهر أمر فتوحه في المغرب ، وحبه للجهاد ، وإقامته حكومة تقوم على العدل والقسطاس. وبدأ ملوك الطوائف يكاتبون الأمير يوسف ويرسلون إليه الرسل ، يستنصرون به على محاربة النصارى الذين اشتد سلطانهم ، وتفتحت شهيتهم لالتهام الأندلس ، ويصفون له حالهم وما ينتظرهم من خطر السقوط والفناء ؛ إذ لم يبادر هو بإغاثتها ونصرها.
ولم تكن فكرة الاستنصار بالمرابطين تلقى إجماعا بقبولها من قبل ملوك الطوائف ، فقد كان هناك من يخشى مغبة هذه السياسة ويعارض قيامها ، مخافة أن يطمع المرابطون في بلادهم فيلحقوها بدولتهم الفتية ، غير أن «المعتمد بن عباد» حسم الموقف وأخمد الفتنة بمقولته المأثورة : «رعي الإبل خير من رعي الخنازير» يقصد بذلك أنه يفضل أن يكون أسيرا لدى أمير المرابطين يرعى له جماله من أن يكون أسيرا لدى ملك قشتالة. استجاب يوسف بن تاشفين لدعوة ملوك الطوائف ، وأعد جيشا عظيما ، عبر