إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تاريخ الأندلس من الفتح حتّى السقوط

تاريخ الأندلس من الفتح حتّى السقوط

تاريخ الأندلس من الفتح حتّى السقوط

تحمیل

تاريخ الأندلس من الفتح حتّى السقوط

84/139
*

__________________

واشتهر سلطانها «يوسف بن تاشفين» بحبه للجهاد وإقامة حكومة على العدل والقسطاس ، وكان للمعتمد بن عباد يد طولى في الاستعانة بالمرابطين في جهادهم ضد القشتاليين ، بعد أن أبدى بعض ملوك الطوائف تخوّفهم من أن يطمع المرابطون في بلادهم ، وأظهروا ترددا في فكرة الاستنصار بهم ، وكادت الفتنة تستطير لولا أن أخمدها المعتمد بكلمته المأثورة التي سادت في التاريخ : «رعي الإبل خير من رعي الخنازير» ؛ يريد بذلك أنه يفضل أن يكون أسيرا لدى أمير المرابطين يرعى إبله خير من أن يكون أسيرا لدى ملك قشتالة استجاب يوسف بن تاشفين لنداء أمراء الأندلس ، فعبر إليهم بقوات ضخمة ، وسارت قوى الإسلام المتحدة إلى قتال ألفونسو الذي كان مشغولا بمحاربة ابن هود أمير سرقسطة ؛ فلما علم بنبأ هذه الحشود ترك محاربة ابن هود ، وجمع جندا من سائر الممالك النصرانية للقاء الجيوش الإسلامية ، والتقى الفريقان في سهل الزلاقة بالقرب من بطليموس في معركة هائلة في (١٢ من رجب ٤٧٩ ه‍ ـ ٢٣ من أكتوبر ١٩٨٦ م) ثبت فيها المسلمون ، وأبلوا بلاء حسنا ، وانتهت المعركة بانتصار عظيم ، عد من أيام الإسلام المشهودة ، وقتل معظم الجيش القشتالي ، ومن نجا منهم وقع أسيرا ، وهرب ألفونسو بصعوبة بالغة في نفر قليل من رجاله جريحا ذليلا شاهد أمير المرابطين عند نزوله الأندلس ما عليه أمراؤها من فرقة وتنابذ وميل إلى اللهو والترف ورغبة في الدعة ، وانصرافهم عن الجهاد والعمل الجاد ، وإهمال للرعية وتقاعس عن حماية الدين والوطن من خطر النصارى المتصاعد ، فعزم على إقالة هؤلاء الأمراء المترفين المنشغلين بأنفسهم عن مصالح أمتهم ، وعزز من هذه الرغبة فتاوى كبار الفقهاء من المغرب والأندلس بوجوب خلع ملوك الطوائف ؛ حماية للدين ووقوفا ضد أطماع القشتاليين ، وكان