__________________
ويدفعون له الجزية عن يد وهم صاغرون قامت دولة بني عباد في إشبيلية على يد القاضي أبي القاسم محمد بن إسماعيل بن عباد ، وكان رجلا طموحا ؛ فتطلعت أنظاره إلى جيرانه المسلمين ، وانتزع ما في أيديهم ، فاشتبك أبو القاسم ـ ومن بعده ولده أبو عمرو عباد ، الملقب بالمعتمد بالله (٤٣٣ ـ ٤٦١ ه ـ ١٠٤١ ـ ١٠٦٨ م) ـ في سلسلة من الحروب الطاحنة مع أمراء غرناطة ومالقة وقرطبة وإمارات ولاية الغرب ، انتهت باستيلاء بني عباد على قرطبة وقرمونة وإستجة ورندة وما حولها من الأراضي ، وعلى لبلة وشلب وباجة في غرب الأندلس ، واتسعت بذلك مملكة إشبيلية ، وغدت أعظم قوة في جنوب الأندلس كان المعتمد بن عباد حين آل إليه حكم إشبيلية سنة (٤٦١ ه ـ ١٠٦٨ م) ، في الثلاثين من عمره ، شابا فتيا ، فارسا ، شجاعا ، شاعرا مجيدا ، وأميرا جوادا ، ذا خلال باهرة ، يحب الأدب ومسامرة أهله ؛ فاجتمع في بلاطه نجوم ساطعة من أرباب ونوابغ القصيد من أمثال أبي بكر بن عمار ، وابن زيدون ، وابن اللبانة ، وابن حمديس الصقلي ، وكما كان المعتمد شاعرا مجيدا ، كانت زوجته اعتماد الرميكية شاعرة كذلك ، تجمع إلى جمالها الفاتن البراعة في الشعر والأدب ، وكانت إشبيلية حاضرة دولته آية في الروعة والبهاء ، تزدان بقصور بني عباد وقواده وكبار رجال دولته غير أن المعتمد بن عباد سلك في سبيل تحقيق أطماعه وطموحاته مسلك أبيه وجده من ممالأة ألفونسو السادس ملك قشتالة على حساب إخوانه المسلمين ، ولم يجد في نفسه غضاضة ، وهو يقوم بدفع الجزية للملك القشتالي وكان من ثمار هذه السياسة المتخاذلة التي اتبعها المعتمد بن عباد وغيره من ملوك الطوائف أن سقطت طليطلة بعد حصار قصيرة في غرة صفر سنة (٤٧٨ ه ـ ٢٥ من مايو ١٠٨٥ م) في أيدي القشتاليين ، وكان لسقوطها دويّ هائل ، وحزن