__________________
والأربعين من عمره. وبعث واضح برأس المهدى إلى سليمان المستعين إرضا له ولحلفاءه البربر وكتب إليهم يدعوهم إلى الدخول في طاعة الخليفة هشام المؤيد بإعتباره الخليفة الشرعي. ولكن ذلك لم يجده نفعا ، إذ تألم سليمان وأصحابه البربر للمصير التعس الذى لقيه ابن عبد الجبار من أتباعه الخونة ، وسخطوا على واضح لغدره وخيانته وفي صيف ١٠١١ م (٤٠١ ه) تفاقم بؤس الأندلس لا سيما قرطبة ، ونسب الجند إلى واضح ما حاق بهم من النكبات ، ..... وأدرك واضح اضراب مكانته ، وصمم على الفرار ، غير أن خبر عزمه على الهروب ترامى إلى ابن أبي وداعة فحال بينه وبين تنفيذه : إذ جمع جنده واقتحم بهم قصر الحاجب قائلا له : «لقد أسرفت في الأموال ، ثم تعتزم بعد ذلك على مصالحة البربر؟» ثم ضربه بسيفه ، ثم طرحت جثته ونصح أعيان الدولة هشام الثاني أن يسلم المدينة في إطار شروط معينة تعتبر الحد الأدنى من المقبول به ، ولكن إزدادت عدوانية البربر ، وجاء بعض قادتهم نحو أسوار قرطبة يتحدون أبطال المعسكر الآخر أن يخرجوا لقتلاهم رجلا لرجل وفي يوم ٩ مايو ١٠١٣ (٢٦ شوال ٤٠٣ ه) ، ذهب القاضي ابن ذكوان يرافقه بعض الفقهاء بالتوجه رسميا إلى معسكر البربر وطلبوا لأهالي قرطبة فأعطوه من جديد» ولم يعد للقرطبيين أى شك في المصير الذي سوف ينتظرهم على يد البربر ، واقتحم البربر المدينة من الباب المقابل لربض شقندة ، لأن قائدا خائنا باع لهم نفسه وأسلمهم الباب ، ودفعت قرطبة ثمن مقاومتها أنهارا من الدماء ، وذهب كثيرون منا لطيبين والشيوخ : قتل سعيد بن منذر خطيب المسجد الجامع منذ أيام الحكم المستنصر ، وقتل ابن الفرضي صاحب تاريخ