__________________
سليمان المستعين من قوات إلا مجموعات من البربر ، ذلك أن القرطبيين رفضوا الإنضمام إليهم فما كان منه إلا العمل على مواجهة
تهديدات المهدي فخرج إليه سليمان فهزمه المهدي بموضوع يعرف
بعقبة البقر أما سليمان فقد نجا بنفسه وفر إلى شاطبة وبدأت الفترة الثانية لولاية المهدي ولكنها كانت أقصر من الأولى. حيث إعتزم المهدى أن يقضي على البربر قبل أن يعودوا لمقارعته. فجمع الأموال من أهل قرطبة وأعطى الفرنج أعطاياتهم ، وحشد كل ما استطاع من قواته ، وخرج لمطاردة البربر ، وكان البربر قد وصلوا عندئذ إلى وادى آره على مقربة من مربلة في طريقهم إلى الجزيرة الخضراء ، وكان جيش المهدى يتكون من نحو ثلاثين ألف من المسلمين وتسعة الاف من الفرنج ، وهناك التقى الجمعان ، ودارت الهزيمة على المهدي وحلفائه وقتل من الفرنج نحو ثلاثة ألاف واستولى البربر على كثير من أسلحتهم وخيلهم ومتاعهم. وعلى أثرها إرتد المهدي إلى قرطبة وسار البربر جنوبا إلى ناحية ريه وهناك لحق بهم سليمان المستعين بمن معه وأخذ الفريقان يدبران معا إستئناف الصراع للإستيلاء على قرطبة وفي أثناء ذلك كان واضح قد ضاق ذرعا بتصرفات المهدى وحماقاته ، وسوء خلقه من عكوف على الشراب والمجون ، وكان الفتيان العامريون وفي مقدمتهم واضح جميعا ينقمون على المهدى ما فعله بهشام المؤيد وبنى عامر وكان قد وصل إلى قرطبة جملة منهم من شاطبة وفيهم بعض الفتيان البارزين مثل خيران وعنبر فائتمروا على الغدر بالمهدي ، وأخرجوا هشاما من محبسه بالقصر ، وأجلسوه للخلافة ونادوا بولايته وأتوا بالمهدى بين يديه فضرب عنقه واحتز رأسه وهكذا استرد هشام المؤيد الخلافة بعد سلسلة من الخطوب والأحداث المثيرة وكان يومئذ كهلا في نحو السابعة