ثم قال : فصار إلى القرشيين ثلثهم ، وصار إلى الحجبة ثلثهم ، وبقى ثلث العامة ، على يدى صاحب المعونة ، ليقسمه بينهم. انتهى.
وما ذكرناه من كلام الفاكهى ، يشعر بأن أبا المغيرة ولى مكة ، عن أبى أحمد الموفق.
وذكر ابن الأثير ، ما يدل على أنه وليها بعد ذلك لصاحب الزنج ؛ لأن ابن الأثير قال فى أخبار سنة خمس وستين ومائتين : وفيها كانت موافاة أبى المغيرة عيسى بن محمد المخزومى إلى مكة لصاحب الزنج. انتهى.
وما ذكره ابن الأثير ، فى اسم أبى المغيرة وأبيه ، عكس ما ذكره ابن حزم فى ذلك ، ولعله سقط من كتاب ابن الأثير «ابن» بين ابن المغيرة وعيسى. وبذلك يتفق ما ذكره ، مع ما ذكره ابن حزم ، الله أعلم.
وصاحب الزنج ، وهو على بن أحمد العلوى ، بزعمه ؛ لأنه كان ينتمى إلى يحيى بن زيد بن علىّ بن الحسين بن علىّ بن أبى طالب ، وهو ممن أكثر فى الأرض الفساد. وأخبار فى ذلك مشهورة.
وذكر ابن الأثير شيئا من حال أبى المغيرة ؛ لأنه قال فى أخبار سنة ست وستين ومائتين: وفيها قدم محمد بن أبى الساج مكة ، فحاربه ابن المخرومى فهزمه محمد. واستباح ماله ، وذلك يوم التروية. انتهى.
وقال أيضا فى أخبار سنة ثمان وستين ومائتين : وفيها صار أبو المغيرة إلى مكة ، وعاملها هارون بن محمد الهاشمى ، فجمع هارون جمعا احتمى بهم ، فصار المخزومى إلى مشاش (١) فغور ماءها ، وأتى جدة ، فنهب الطعام ، وأحرق بيوت أهلها. وصار الخبز فى مكة أوقيتين بدرهم ، ثم قال : وحج بالناس فيها هارون بن محمد بن إسحاق الهاشمى ، ابن أبى الساج على الأحداث والطريق.
وقال فى أخبار سنة تسع وستين ومائتين : وفيها وجه ابن أبى الساج جيشا بعد ما انصرف من مكة ، فسيره إلى جدة. وأخذ المخزومى مركبين فيهما مال وسلاح. انتهى.
٣٥٤ ـ محمد بن عيسى بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب القسطلانى ابن أبى العباس القسطلانى المكى :
سمع من عثمان بن الصفى الطبرى : سنن أبى داود بفوت ، وما علمته حدث ، وما
__________________
(١) يتصل بجبال عرفات جبال الطائف ، وفيها مياه كثيرة أوشال ، وعظائم قنى منها المشاش ، وهو الذى يجرى بعرفات ويصل إلى مكة.