وله شعر سوى ما ذكرناه ، وقد كتب عنه من شعره : القطب القسطلانى وأبو العباس الميورقى ، والرضى بن خليل وغيرهم. وكتب عنه الميورقى أشياء مفيدة منها : دعاء ألهمه الإمام ضياء الدين القسطلانى هذا لقضاء الدين ، وقد رأيت أن أذكره لما فى ذلك من الفائدة.
قال الميورقى ـ مما وجدت بخطه ـ حدثت إمام المالكية بالحرم الشريف ، عن منامة عجيبة لى رأيتها فى الرزق ، بوج الطائف ، فى تلك الشدائد التى اتفقت بعد الخمسين والستمائة ، قمت منها وأنا قد حفظت شيئا عجيبا ، ما كنت سمعته قط.
فقال لى الإمام بالحرم الشريف ، مفتى المالكية : ارتكبنى ـ بمكة شرفها الله تعالى ـ دين فقدم رجل بمال كثير للصدقة ، فلم أتعرض له ، ولا هو أيضا سأل عن أمثالى. فبت مهموما ، فإذا فى النوم بشيخ قد قال لى : اكتب ، وإن الله قد خار لك فى ذلك المال ، فما يصلح لأمثالك ، فكتب عنه ما لم أسمعه قط قبل تلك الليلة : اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد ، وهب لى من رزقك الحلال الواسع المبارك ، ما تصون به وجوهنا عن التعرض إلى أحد من خلقك ، واجعل لنا اللهم إليه طريقا سهلا من غير نصب ، ولا تعب ، ولا منة ، ولا تبعة ، وجنبنا اللهم الحرام حيث كان وأين كان وعند من كان ، وحل بيننا وبين أهله ، واقبض عنا أيديهم ، واصرف عنا قلوبهم ، حتى لا تتقلب إلا فيما يرضيك ولا تستعين برحمتك إلا على ما تحب ، يا أرحم الراحمين.
قال : فاستيقظت وأنا أحفظه ، فلزمت الدعاء سنة بعد صلاة الصبح ، فإذا بسلطان تونس قد بعث لى من بيت مال المسلمين ألف دينار ، فبلغ الدعاء إلى مدرس المالكية بقوص ، الشيخ الصالح العالم أبى الحسن على بن وهب المعروف بابن دقيق العيد ، رضى الله عنه ، وكان عليه دين أثقل ظهره ، مثل ما كان علىّ ، فكاتبنى فى الرؤيا ، وطلب منى الدعاء.
قال : فكتبت إليه بذلك ، فدعا به أيضا نحو السنة ، وكتب لى بقضاء دينه من حيث لا يحتسب ، أو كما حدثنى به ، حتى انتشر هذا الدعاء فى العصر ، وبقى العمل به عند الفضلاء ، حتى سمعت بعض هداة العصر ، يعظمه ، فسألته عن أصله ، فقال : لا أدرى ، وأظنه نبويا. قيل إن المالكى يرويه. انتهى ما وجدته بخط الميورقى.
وذكر لى بعض أقاربى : أن عنده تأليفا للإمام ضياء الدين القسطلانى هذا ، فى رجال الموطأ لمالك.