الدمنهورى ، وأخذ عنه. وصحب الشيخ عبد الله اليافعى ، وأخذ عنه : الفرائض والحساب ، وكان يقرأ له «مواعيده» بين يديه قراءة حسنة ، يكثر بكاء الحاضرين لها ، ثم وقع بينهما ، بسبب بيت قاله الشيخ اليافعى.
وهو قوله :
فيا ليلة فيها السعادات والمنى |
|
لقد صغرت فى جنبها ليلة القدر |
أنكره عليه الضياء ، وبالغ فى النكارة ، حتى كفر اليافعى بذلك ، وتهاجرا على ذلك مدة سنين ، ثم رغب الضياء فى ملايمة اليافعى والاستغفار له ، فأبى اليافعى إلا أن يطلع الضياء المنبر ويعترف بخطأ نفسه على رءوس الناس ، فأبى الضياء من ذلك.
وكان الضياء فى شبابه يسافر للتجارة لليمن ، وحصل دنيا طائلة ، ثم ذهب كثير منها ، لما احترق منزله ليلة عرفة ، من سنة ستين وسبعمائة.
وكان ولى خطابة الحرم فى سنة تسع وخمسين وسبعمائة ، وجاءه بذلك توقيع من صاحب مصر ، وصده مع ذلك عنه الشريف عجلان ، بوساطة أصحاب القاضى شهاب الدين الطبرى ، لما بينهم من العداوة ، بعد أن خرج فى شعار الخطبة إلى أفناء المسجد الحرام فى الموسم ، ثم باشرها بعد عزل الشريف عجلان ، وأخيه ثقبة ، ووصول العسكر فى جمادى الآخرة ، من سنة ستين ، ولم يحمد فى أدائه للخطبة ، وعجب الناس منه فى ذلك ، ومن إجادته عمل «المواعيد» عند اليافعى ، جل من لا يتغير.
وبلغنى : أنه لما شرع فى الصلاة أول مرة ، قرأ السورة قبل الفاتحة ، ثم فطن ، فقرأ الفاتحة.
وولى مع ذلك ، المشاركة فى نظر الحرم ومشيخته ، واستمر مباشرا لذلك حتى وصلت الرجبية فى سنة إحدى وستين ، فصرف عن ذلك بالتقى الحرازى قاضى مكة واستمر مصروفا ، حتى مات شهيدا مبطونا.
وكان بأخرة كثير الطواف ، وملازمة المسجد ، وينطوى على ديانة.
وبلغنى : أنه بذل خمسة وثلاثين ألف درهم ، لصهره عبد الكريم النهاوندى الآتى ذكره ، ليفتدى بها يمينا وجبت عليه ، فأبى صهره إلا يمينه ، ففعل. وكان عالى الهمة ، ولم يل ـ على ما بلغنى ـ فى شبابه ، ما وليه أمثاله من وظائف الأشباع وشبههما فى الحرم.