وقيل : إن وفاته كانت فى هذا التاريخ من سنة أربع وخمسين. وخلف ولدا واحدا ، وهو أبو الفوارس أحمد.
وملك بعد أبى الحسن على ، الأستاذ أبو المسك كافور الخصى الإخشيدى ، مستقلا دون شريك ولا منازع ، حتى مات فى يوم الثلاثاء لعشر بقين من جمادى الأولى سنة سبع وخمسين وثلاثمائة مسموما ، سمته جارية له فى لوزينج ـ وقتلت الجارية بعده ـ وله خمس وستون سنة على التقدير. فإنه جلب فى سنة ثنتى عشرة وثلاثمائة ، وعمره أربع عشرة سنة وبيع باثنى عشر دينارا.
وذكر المؤيد ـ صاحب حماة ـ أنه كان يدعى لكافور الإخشيد هذا ، على المنابر بمكة والحجاز الشريف. انتهى.
وفى أيام أبى مولاه محمد بن طغج الإخشيد : كادت تقع فتن فى مكة بين الإخشيدية وجماعة بنى بويه ، بسبب الخطبة بمكة لكل من بنى بويه والإخشيدية كما سبق ذكره فى الفصل الثانى عشر من الباب الرابع والعشرين من مقدمة هذا الكتاب.
وذكر القطب الحلبى فى تاريخه : أن طغج والد الإخشيد هذا ـ بطاء مهملة وغين معجمة ساكنة بعدها جيم مخففة ، وقيل : بضم الغين ـ ومعناه : عبد الرحمن وجف : والد طغج ـ بجيم ـ قاله ابن ماكولا.
وقال ابن عساكر : قرأت فى كتاب عتيق : جف ـ بفتح الجيم ـ والإخشيد ـ بكسر الهمزة ، ومعناه بلسان أهل فرغانة (٣) ملك الملوك. انتهى.
وذكر الحافظ علاء الدين ، مغلطاى : أن الإخشيد يقال لمن ملك فرغانة. وذكر ألقابا لملوك البلاد ، وقد رأيت أن أثبت ذلك هنا للفائدة.
قال فيما أنبئت به عنه : «والنجاشى : اسم لكل من ملك الحبشة ، ويسميه المتأخرون الأمحرى وكذلك خاقان : لمن ملك الترك ، وقيصر لمن ملك الروم ، وتبع لمن ملك اليمن ، فإن ترشح للملك سمى قيلا ، وبطليموس لمن ملك اليونان ، والفطيون لمن ملك اليهود ـ هكذا قاله بن خرداذبة ـ والمعروف مالخ ، ثم رأس الجالوت ، والنمرود : لمن ملك الصابئة ، ودهمن ، وفعفور : لمن مالك الهند ، وغانة لمن ملك الزنج ، وفرعون : لمن ملك
__________________
(٣) فرغانة : بالفتح ثم السكون ، وغين معجمة ، وبعد الألف نون : مدينة وكورة واسعة بما وراء النهر متاخمة لبلاد تركستان فى زاوية من ناحية هيطل من جهة مطلع الشمس على يمين القاصد لبلاد الترك. انظر معجم البلدان (فرغانة) ، الروض المعطار ٤٤٠.