باب خليله! فقال :
إني رأيت على أبوابهم ظلمةٍ ورأيت على باب أبي بكر نوراً ن فكانت الآخرة عليهم
أعظم من الأولى.
قال الخطيب : هذا وهمّ ، والليث روى
صدّره عن يحيى بن سعيد منقطعا ، ورواه كله عن معاوية بن صالح منقطعاً » .
الاستدلال بالحديث المقلوب بكلمات مضطربة
ولمّا كان حديث « الخوخة » يدل بزعمهم
على فضل لأبي بكر ، لا سيّما وأنه مخرج في الكتابين الصحيحين عند أكثرهم ... فقد
جعلوا هذه القضية خصيصة لأبي بكر وفضيلة دالة على إمامته وخلافته :
قال النووي : « وفيه فضيلة وخصيصة ظاهرة
لأبي بكر » .
وقال ابن حجر : « قال الخطابي وابن بطال
وغيرهما : في هذا الحديث اختصاص ظاهر لأبي بكر ، وفيه إشارة قوية إلى استحقاقه
للخلافة ، ولا سيما وقد ثبت أن ذلك كان في آخر حياة النبي صلى الله عليه [واله]
وسلم في الوقت الذي أمرهم فيه أن لا يؤمهم إلاّ أبو بكر.
وقد ادعى بعضهم : أن الباب كناية عن
الخلافة ، والأمر بالسدّ كناية عن طلبها ، كأنه قال : لا يطلبن أحد الخلافة إلاّ
أبا بكر فإنه لا حرج عليه في طلبها.
وإلى هذا جنح ابن حبان ، فقال بعد أن
أخرج هذا الحديث : في هذا الحديث دليل على أنه الخليفة بعد النبي صلى الله عليه
[وآله] وسلّم ، لأنه حسم بقوله : (سدّوا عني كل خوخةٍ في المسجد) أطماع الناس كلهم
على أن يكونوا خلفاء بعده.
وقوّى بعضهم ذلك : بأن منزل أبي بكر كان
بالسنح من عوالي المدينة ـ كما
__________________