صحيفة بخط منصور بن عكرمة. وقيل : بغيض بن عامر ، فشلت يده. وعلقوا الصحيفة فى جوف الكعبة هلال المحرم سنة سبع ، فانحاز الهاشميون غير أبى لهب ، والمطلبيون إلى أبى طالب ، فدخلوا معه فى شعبه ، فأقاموا على ذلك سنتين أو ثلاثا.
وقال ابن سعد : سنتين حتى جهدوا ، وكانوا لا يصل إليهم شىء إلا سرّا.
ثم هاجر المسلمون الثانية إلى أرض الحبشة ، وعدتهم : ثلاثة وثمانون رجلا إن كان عمار بن ياسر فيهم ، وثمانى عشرة امرأة.
ثم قام رجال فى نقض الصحيفة فأطلع الله عزوجل نبيه على : أن الأرضة أكلت ما فيها من القطيعة والظلم ، فلم يدع إلا اسم الله فقط. فلما أنزلت لتمزق ، وجدت كما قالصلىاللهعليهوسلم. وذلك فى السنة العاشرة.
ولما أتت عليه صلىاللهعليهوسلم تسع وأربعون سنة وثمانية أشهر وأحد عشر يوما ، مات عمه أبو طالب. وقيل : فى النصف من شوال من السنة العاشرة. وقال ابن الجزار : قبل هجرته بثلاث سنين.
وماتت خديجة رضى الله عنها بعد ذلك بثلاثة أيام. وقيل : بخمسة فى رمضان. وقيل: ماتت قبل الهجرة بخمس ، وقيل : بأربع سنين. وقيل : بعد الإسراء. فكان عليهالسلام يسمى ذلك العام : عام الحزن ، فيما ذكره صاعد.
وبعد أيام تزوج صلىاللهعليهوسلم سودة بنت زمعة سنة عشر. وقيل : بعد موت خديجة رضى الله عنها بسنة. وقال ابن عقيل : تزوجها بعد عائشة رضى الله عنها.
ثم خرج صلىاللهعليهوسلم إلى الطائف بعد موت خديجة رضى الله عنها بثلاثة أشهر ، فى ليال بقين من شوال سنة عشر ، ومعه زيد بن حارثة رضى الله عنه ، فأقام به شهرا يدعوهم إلى الله تعالى فلم يجيبوه ، وأغروا به سفهاءهم ، فجعلوا يرمونه بالحجارة ، حتى إن رجليه صلىاللهعليهوسلم لتدميان وزيد رضى الله عنه يقيه بنفسه ، حتى لقد شج فى رأسه ، ثم رجع فى جوار المطعم بن عدى ، ولم يستجب له إنسان.
فلما نزل صلىاللهعليهوسلم نخلة ، وهو موضع على ليلة من مكة صرف إليه سبعة من جنّ نصيبين ، فاستمعوا له ، وهو يقرأ سورة الجن.
وقيل : كان قدوم الجن بعد خمسين سنة وثلاثة أشهر من مولده صلىاللهعليهوسلم.
فلما كانت ليلة السبت لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان قبل الهجرة بثمانية عشر شهرا ، وهو نائم فى بيته ، أتاه جبريل وميكائيل عليهماالسلام ، فقالا : انطلق إلى ما