للسنة في جميع أحواله وأقواله ، شديد التوقي في الطهارة ، كثير التلاوة لكتاب الله ، ذا صيانة وصدق وعفاف ، طارحا للتكلف ، مقتصدا في مسكنه ومطعمه وملبسه ، يلبس الثياب القصيرة الأكمام والذيل ، ويحضر بها المجامع مع الانجماع عن الناس ، وملازمة ما يعنيه من الاشتغال ، وعليه سيماء الخير لائحة ، ويغضب لله ولا يخاف فيه لومة لائم ، وفي خلقه حدة.
وكان يبالغ في محبة الشيخ محيي الدين ابن عربي الصوفي ، واقتنى جملة من كتبه.
وكانت وفاته في النصف الأخير من ليلة الأحد سادس عشر المحرم الحرام سنة تسع وخمسين وثمانمائة بمكة المشرفة (١) ، وصلي عليه ضحى عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة بالقرب من الفضيل بن عياض ، وحملت جنازته على الرؤوس ، وكان الجمع حافلا.
حضرت الصلاة عليه ودفنه رحمهالله وإيانا والمسلمين.
أخبرنا العلامة شرف الدين أبو الفتح محمد بن أبي بكر بن الحسين العثماني ، سماعا عليه مرتين بالمسجد الحرام قال : أنا والدي قاضي القضاة زين الدين أبو بكر بن الحسين المراغي المدني ، سماعا. ح وأنبأنا عاليا بدرجة المسند شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر الواسطي ، بقراءتي عليه ، قال : أنا أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي ، قالا : أنا أبو عيسى عبد الله بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد بن علاق الأنصاري ، سماعا. زاد الميدومي فقال : وأبو الطاهر إسماعيل بن عبد القوي بن أبي العز بن عزون الأنصاري ، إجازة ، قالا : أنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري ، سماعا ، قال : أنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني ، قال : أنا أبو الحسن علي بن ربيعة بن علي التميمي ، قال : أنا أبو محمد الحسن بن رشيق
__________________
(١) إتحاف الورى ٤ : ٣٥١. وفي التحفة اللطيفة : تسع عشرة وثمانمائة.