رباط الخواجا بدر الدين الطاهر.
ولازم الشيخ شهاب الدين أحمد المقرئ الشوائطي (١) ، وجود (٢) عليه «القرآن» ، وقرأ «الشاطبية» عن ظهر قلب ، وأفرد (٣) القراءات وجمع ، وتفقه به.
قرأ عليه «التنبيه» جميعه قراءة بحث وإتقان ، ثم حفظ «بهجة الحاوي» وحلها على جمال الدين محمد بن أحمد المقرئ الشوائطي (٤) ، المقرئ المذكور ، ثم حفظ «المنهاج» و «الألفية» ، و «جمع الجوامع» ، و «تلخيص المفتاح» وحله على جمال الدين المذكور.
وكان خيّرا صالحا عالما مفتنا ، آية في الذكاء ، حسن المذكرة ، متعففا عن الناس ، آية محببا إلى الناس ، يعتقده كل من يراه ، وكان له إدراك بوزن الشعر ، وربما كان ينظم لكن لم يظهر شيئا من ذلك.
مات في صبح يوم الثلاثاء سابع عشر ربيع الآخر سنة خمسين وثمانمائة بمكة المشرفة ، وصلي عليه ضحى ودفن بالمعلاة.
وكان له مشهد عظيم لم يحضره إلا من يعتقد بركته.
ومن كرامته : أنه لما دفن وتفرق عنه مشيعوه وكان وقت حمو الشمس ، أقام أصحابه على القبر يؤنسونه ويقرؤون عليه امتثالا للحديث ، فأظلهم الله بالغمام إلى أن أكملوا قراءتهم ورجعوا إلى بيوتهم رحمهالله ورضي عنه.
وحكى الفقيه عبد الله الحرازي أحد سكان رباط الطاهر قال : أخبرني الفقيه الصالح أحمد التعزي أحد سكان الرباط قال : وقفت عليه ـ يعني صاحب الترجمة ـ قبل موته بيومين فقال لي : كيف حالك يا شهاب؟ فقلت :
__________________
(١) في الضوء : الشوابطي.
(٢) في الأصل : وجرد.
(٣) في الأصل : وأورد.
(٤) مثل السابق.