أيضا على صدق الروافض فيما سوى ذلك مما تبين كذبهم فيه وافتراؤهم فإن موافقة المحق للمبطل في جزئية لا دليل على بطلانها لا يدل على صدق المبطل فيما سوى ذلك ولا على كذب الصادق فيما سوى ذلك وقد وافق كثير من الأئمة المحققين أهل الكشف الصادق آراء الفلاسفة في جزئيات مما ادعوه لم يقم الدليل على بطلانها كما وافق كثير منها أيضا الجم الغفير من المحققين من علماء الظاهر أهل الكلام فالا يشكل عليك ما تجده في كلام أئمة الطريق رضي الله عنهم موافقا للفلاسفة تارة وللروافض أخرى فذلك لا يقع في كلامهم غالبا إلا فيما لم يقم دليل على بطلان قولهم فيه وان فرض فيما سوى ذلك وما أبعده من جلالة منصبهم فهو مؤول قطعا فشد يدك على ما قررنا وهذه الفائدة ساق الله تقريرها في هذا المحل ولم يكن تستطيرها قبل ذلك لنا ببال انتهى.
ومنها مشهد على يسارك وأنت مار في زقاق البقيع يقال انه لأبي سعيد الخدري رضي الله عنه وقد ذكر السيد السمهودي المشاهد كلها التي ذكرناها إلا هذا والذي نسب لحليمة فلم يذكرهما ولا أدري هل حدث بناؤهما بعده أو لم يتضح له صحة نسبتهما لمن ذكر مع أن السيد السمهودي قد ذكر أبا سعيد فيمن دفن بالبقيع وروى عن عبد الرحمن ابن أبي سعيد قال قال لي أبي يا بني أني قد كبرت وذهب أصحابي وحان موتي فخذ بيدي فأخذت بيده حتى جاء إلى البقيع فجئت أقصاه مكانا لا يدفن فيه فقال يا بني إذا هلكت فاحفر لي هاهنا فإذا ثبت أن قبره أقصى البقيع فلا يبعد أن يكون هذا قبره.
وأما قبر حليمة فقال لم أر أحدا ذكر أنها دفنت بالبقيع والله تعالى اعلم وعلى كل حال فيزار كل مشهد نسبة إلى الله أو إلى رسوله صلى الله عليه وسلم ولو لم تصح نسبة المشهد إليه فإن لمجرد النسبة أثرا في حصول البركة.