ومن المشاهد التي تزار بالمدينة وليست بالبقيع ثلاثة أحدها مشهد مالك بن سنان والد أبي سعيد الخدري وهو من شهداء أحد رضي الله عنهم ومشهده غربي المدينة بلصق السور من داخله وعليه قبة قديمة البناء ومحله من سوق المدينة القديم روي عن أبي سعيد رضي الله عنه أنه قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من نقل من شهداء أحد إلى المدينة أن يدفنوا حيث أدركوا فأدرك مالك بن سنان عند أصحاب العباء أي الذين يبيعون العباء في طرف الحناطين ولابن زبالة فوافوه في السوق فدفن عند مسجد أصحاب العباء وهنالك كانت أحجار الزيت ثانيها مشهد ذي النفس الزكية وهو محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم أجمعين وهو أخو السيد إدريس أول أهل البيت قدوما إلى المغرب وعامة شرفاء أهل المغرب من نسله إلا شرفاء سجلماسة فإنهم من نسل النفس الزكية استوطن أسلافهم الينبع فقدم جدهم منه إلى المغرب في السابعة والله اعلم ومشهده بناء في جوف مسجد كبير شرقي سلع وفي قبلة المسجد منهل من عين الأزرق وهذا هو المستفيض بين أهل المدينة.
قال السيد وذكر سبط ابن الجوزي أن كثيرا من الناس كان قد بايعه فخرج على المنصور بعد حبسه لأبيه وأقاربه فجهز إليه المتصور عمه عيسى بن موسى في أربعة آلاف وذكر قتله عند أحجار الزيت أي عند مشهد مالك بن سنان وأن جسده دفن بالبقيع إلى أن قال وثالثها مشهد سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه وهو بأحد فهذه المشاهد هي المعروفة بالمدينة فينبغي لزائرها أن يزورها ويسلم على أصحابها ويتوسل بهم إلى الله تعالى في بلوغ مآربه.
نكتة مما ينبغي لزائر المدينة الإكثار من الصلاة في المسجد النبوي فقد روى الإمام أحمد والطبراني في الأوسط ورجاله ثقاة عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه من