ولغيرها فلا نخرج منه إلا لما لا بد منه كالأعراض البشرية وزيارة البقيع وغيره من المزارات ولما استقربن الحال خرجنا لزيارة البقيع مع البعض من أصحابنا من المدينة المشرفة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام.
قال شيخنا المذكور.
ذكر المشاهد التي زرناها بالمدينة المنورة إلى أن قال خرجنا إلى زيارة أهل البقيع ، ذوي المجد الأثيل والقدر الرفيع ، رضوان الله تعالى عليهم وتتبعنا الأماكن المشهورة إلى أن قال ودعونا الله عند كل مشهد بما نرجو الله قبوله لنا ولإخواننا وأحبائنا الحاضرين والغائبين ومشائخنا نسأل الله تعالى أن يعود ببركة ذلك علينا وعليهم في ديننا ودنيانا وقد استوفى السيد السمهودي في تاريخ المدينة ذكر المشاهد الظاهرة بالبقيع أحسن استيفاء فليراجعه من أراد تحقيق ذلك.
ولنذكر بعض المشاهد ممن زرناه وإلا فمقبرة المدينة لا مقبرة على وجه الأرض أشرف منها بالإجماع فهي خارجة من الخلاف الذي في تفضيل المدينة على مكة إذ لا نعلم مقبرة على وجه الأرض مثلها دفن فيها من سادات هذه الأمة وأفاضلها من الصحابة خصوصا الخلفاء وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأولاده وأكابر أهل بيته وسادات التابعين وتابعيهم بإحسان فهم آل زمرة تحشر مع النبي صلى الله عليه وسلم فيهم خلفاؤه وأعمامه وعماته وبناته وولده إبراهيم وأزواجه وأكابر أهل بيته والجم الغفير من أصحابه وأنصاره وأولادهم وأتباعهم فلا يشك مسلم أن ليس في امة النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من الزمرة التي تبعث من المدينة.
وقد روي عن الإمام مالك رضي الله عنه انه قال دفن بالمدينة أكثر من عشرة آلاف من الصحابة وبها شهداء أحد وليس في غزواته صلى الله عليه وسلم أكثر من