هذه الغزوة شهيدا وبها شهداء الخندق وبها شهداء الحرة وليس فيمن استشهد بعد النبي صلى الله عليه وسلم أكرم منه شهيدا وكم فيها من مآثر ومشاهد يعلم بعضها بالنظر في تأليف من ألف في فضلها فأول من يلقاك من المشاهد إذا خرجت على باب بالنظر في تأليف من ألف في فضلها فأول من يلقاك من المشاهد إذا خرجت على باب المدينة المسمى بباب البقيع قبة فيها صفية بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم على يسارك وأنت ذاهب في الزقاق الذي وسط البقيع إلى ناحية المشرق وإن ملت إلى اليمين مع سور المدينة فهناك مسجد صغير قيل انه موقف النبي صلى الله عليه وسلم حين خرج يستغفر لأهل البقيع وقيل هو زاوية دار عقيل بن أبي طالب التي دفن فيها وفيها دفن أكثر أهل البيت روي عن خالد بن عرفجة قال كنت أدعو ليلة إلى زاوية عقيل فمر بي جعفر بن محمد فقال لي : أعن أثر وقفت هنا؟ فقلت : لا. قال : هذا موقف النبي صلى الله عليه وسلم ، إذ خرج يستغفر لأهل البقيع.
قال المراغي وقد أخبرني غير واحد ان الدعاء هناك مستجاب فإذا مررت كذلك تحت سور المدينة يمينا إلى أن توازي قريبا من زاوية سور المدينة الذي فيه مشهد السيد إسماعيل فهناك على يسارك القبة الكبيرة المؤثلة في الهواء وفيها مشهد العباس ومشهد الحسن بن علي ومشهد أمه السيدة فاطمة الزهراء على المشهور رضي الله عنهم أجمعين.
وقيل أمامهم لجهة القبلة ومشهد زين العابدين ومحمد الباقر وجعفر الصادق وكثير من أهل البيت وبين هذا المشهد وزاوية دار عقيل مشاهد متعددة إلى جهة المشرق ومنها مشهد أمهات المؤمنين يروى أن فيها أمهات المؤمنين كلهن ما عدا خديجة وميمونة رضي الله تعالى عن جميعهن وهو في قبلة المشهد المنسوب لعقيل ومنها المشهد المنسوب لعقيل وفيه قبر ابن عمه أبي سفيان بن الحارث روي أن عقيل ابن أبي طالب رأى أبا سفيان بن الحارث يجول بين المقابر فقال يا ابن عمي ما لي أراك هنا فقال أطلب موضع قبر فأدخله داره فأمر بقبر فحفر في قاعتها فقعد عليه أبو سفيان ساعة ثم انصرف فلم يلبث إلا يومين حتى توفي ودفن فيه ومنها مشهد يقال أن فيه بنات النبي