ثم صعدنا كذلك مع الوادي إلى وقت المغرب فبتنا إلى الصبح ومررنا ببناء عظيم وأظنه ما نقله شيخنا المذكور ونصه أتينا الروحاء وقت الظهيرة وتفرق الناس بأشجارها ولوقت الظهر ينتظرون ووجدنا بئرها لا ماء به وحوله بركة معطلة وبإزائها مسجد وثيق البناء صحيح وصلينا به الظره ولو قيض الله تعالى لذلك الموضع من يعمره لكانت فيه أعانة للحجاج لكن الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وقد ذكر السيد السمهودي قريبا من البئر مسجدا من مساجده صلى الله عليه وسلم ولا أدري هل هو المبني الأول أو غيره.
ثم سرنا وصلينا العصر بملل بعد ما تجاوزنا السيالة ومررنا على شرف الروحاء وهو المكان المسمى الآن بقبور الشهداء وقد ذكر بعض الناس أن الشهداء الذين سمي بهم المكان قوم قتلوا هنالك ظلما.
وقد ذكر السمهودي أيضا مسجدا من مساجده صلى الله عليه وسلم بشرف الروحاء قال أبو سالم وكان هناك مكان محوط عليه بحجارة شبه مسجد يزوره الناس وأظنه هو وفي شرف الروحاء آثار آبار معطلة وبيان داثر وقد كانت في القديم هناك قرية ولم يبق بها الآن شيء من ذلك وأخبرنا أن وراء الجبل بلدا خاليا فيه آبار وبعض نخيل وأظنه أنه السقيا فإنها قريب من شرف الروحاء فلما تجاوزنا شرف الروحاء سرنا ورأينا هلال المحرم ليلة الاثنين حتى مغيب الشفق وأهل طيبة على مشرفها أزكى السلام وأطيبه رأوه ليلة الأحد انتهى.
فأقول لم نزل سائرين إلى أن بلغنا قبور الشهداء عند الظهر فوجدنا الركب المصري نازلا هناك ومررنا سائرين كذلك إلى أن صلينا المغرب ونزلنا إلى الصبح بل قبل طلوع الفجر ظعنا مبكرين عازمين نهارنا وليلنا دخول المدينة المشرفة فسرنا نهارا وليلا فتراسلت الناس أفواجا ، وتتابعت بحور الأركاب أمواجا ، كأنها البحر في