المغربي فقالوا له لا تبقى إلا خيمة الشيخ فقال لا بأس عليه ثم أنهم أنوا إلي بجملين في محل جمالي قالوا وأما هو فلم نجد له خبرا وذلك عند وقت العصر فذهبنا إلى الخيمة فرفعنا الأهل والدبش على تلك الجمال وذهبنا منفردين ثم لحقنا الركب الفزاني ثم ذهبنا كذلك إلى أن صلينا المغرب بعد مرورنا بالتنعيم ولم نزل كذلك في أثر الركب الفزاني حتى مضى وقت العشاء بمدة فوجدناه نازلا فنزلنا معه ثم صبيحة تلك الليلة ظعنا معه إلى أن بلغنا وقت الضحى الوادي الشريف المسمى الآن في ألسنة العوام بوادي فاطمة فنزلنا فيه بخيامنا (١) بعد أن أردنا اللحوق بركبنا الجزائري منفردين فلما سمع السلطان الفزاني بعث إلينا فكلمنا فقال بعد زوال الحر عن وقت الظهر نرتحل ونسير ليلا إلى أن نلحق بالركب في عسفان ثم لم يخلف الوعد كذلك فظعنا عند الظهر ولم نزل كذلك إلى أن قرب الصبح وإذا بزوجته أي السلطان المذكور توفيت فنزلوا في الغيضة المعلومة بين عسفان والجبل فلما دفنوها ارتحلنا عند الضحى.
ثم سرنا كذلك إلى أن اشتد الحر فوصلنا عسفان فنزل فأردنا الذهاب إلى الركب في خليص فتشارونا مع السيد الشريف الطرابلسي فقال إلى أن الفراغ من الغذاء فلما فرغنا من شغله ارتحلنا مع خيمتين للشريف المذكور مع أصحابه متقلدين بالحديد نحو الأثنتي عشرة بندقة فذهبنا إلى ان طلعنا الثنية التي بعد عسفا فوجدنا فيه سبالة فشربنا وتوضأنا وصلينا الظهر ولم نزل كذلك ذاهبين في الطريق المعلومة فعند العصر رأينا جموعا من العرب أصابنا منها خوف شديد لأنهم لا يغادرون أحدا إلا قتلوه وأخذوا ما له وذلك معلوم ضرورة فاستعددنا لهم مع الخوف الشديد غير أن أصحابنا من طرابلس فيهم قوة وشجاعة إذا حلفوا بالله تعالى أنكم لا ترون شيئا إلا بعد موت جميعنا ولم نزل كذلك سائرين وهم بمرأى منا ومسمع فبعيد ساعة زمانية إلا ورجل
__________________
(١) في نسخة فخيمنا.