سهل الحكم لين العريكة يترك الناس على هواهم فلما حان وقت الظهر وإذا بالناس ارتحلوا خوفا من سبق المصري لأن أميره يبعث إلينا ويقول بالذهاب جميعا إلى منزل الينبع أما أنا وأمثالي فقد رضينا بذلك وأما باقي الركب فلم يرض إلا بالسبق ولو أدى ذلك إلى الفتنة العظيمة بين المسلمين فارتحلوا وما بقي إلا العبد الضعيف لأن من اكتريت منه قد هرب بالجمال فلم يترك إلا أربعة منها ومع ذلك أنها ضعيفة وقد دخل المصري إذ الجمال إذا هرب ودخل الصري تعذر وجدانه فلم يبق في المنزل إلا خيمتي وعزمت على المشي في المصري ولم يبق معي إلا سيدي أحمد بن حمود ببلغته مع سيدي أحمد الشريف الطرابلسي وأصحابه كانوا متأخرين في مكة بأحمالهم فوقع بنا أمر عظيم ثم إن فضل الله علنيا إذ جاءنا واحد من الجمالين الذين هربوا فمسكناه وربطناه وإذا بواحد من أصحابه قد استغاث به ليسرحه فلما ذكرنا له الحجة قال سبحان الله أكرى لكم وأكرى لنا ثم إن واحدا من أصحاب عسكر المغربي من الجزائري أتى ليسرحه منها قهرا لكونه جعل له رشوة فلما عرفني وعلم بحالي رجع عليه و (١) ودخل المصري نعم لحقه ومسكه وقال له لا بد أن تأتي بالجمال الذي هرب للشيخ وهو يوم قد اشتد فيه الحر ونحن نبحث في المصري عليه أنا وولدي وذلك الشخص فأصباني عطش عظيم قد بلغ بي حد الموت فلما رآني بعض من المصري علم بحالي فسقاني سقاه الله من حوضه صلى الله عليه وسلم فأحياني ثم أدخلني لخيمته حتى زال عني ذلك فرجع إلى ذلك الجزائري أسعده الله دينا ودنيا فذهب بي إلى خيمة عسكر المصري (٢) أعني بيت كاخيتهم وهو رجل مسوسي (٣) قد فرح بي فرحا شديدا وأمر بالبحث عن جمالي وقال لا تذهب به إلى أمير المصري فانه تغير شديدا على تقدم ركب
__________________
(١) بياض في جميع النسخ.
(٢) في ثلاث نسخ المغربي.
(٣) في نسخة رجل لا بأس به.