والشعب بكسر الشين وذلك عند قعيقان حلق رسول الله صلى الله عليه وسلم منها إلى المحصب إلى أن قال بات صلى الله عليه وسلم بذي طوى ثم نهض إلى أعلى مكة فدخل منها وفي خروجه إلى أسفل مكة ثم رجع إلى المحصب.
قال أبو محمد الأندلسي الظاهري أخبرنا بذلك أحمد بن محمد العذري عن كل من لقي بمكة من أهل المعرفة بمواضعها من أهل العلم بالأحاديث في ذلك قال ابن رشيد وإنما سلك رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الطريق محلقا شبه الدائر لأنه لا يحصل التيامن في النزول والدخول إلى مكة والخروج عنها إلا كذلك فتأمله والله تعالى اعلم.
قال الشيخ أبو سالم وما نقله ابن رشيد ابن حزم الظاهري من أن خروجه صلى الله عليه وسلم إلى عرفات من كدى لم أر من ذكره من أهل السير والحديث مع شدة تتبعهم لأفعاله صلى الله عليه وسلم في حجته لما جمعت من معالم الشريعة وقواعدها وحضور جمع من المسلمين لم يجتمع مثله قط في حياته صلى الله عليه وسلم ومثل هذا لا يخفى من أفعاله في ذلك المجمع العظيم فقد حفظ من أفعاله صلى الله عليه وسلم في تلك الحجة الجلي والخفي حتى مباله صلى الله عليه وسلم في الشعب قبل الوصول إلى المزدلفة فكيف يخفى هذا على أئمة الحديث والسير مع أن الحافظ أبا محمد ابن حزم مغرما بجميع الغرائب مع سعة اطلاعه ووفور علمه وكثرة حفظه الذي لا ينكره له موافق ولا مخالف فقد ذكر بعض الأئمة أنا أبا محمد ابن حزم ساق حجة الوداع في كتابه الذي أفرده لحجة الوداع لا يمكن أن يسوقها كذلك حتى بعض من حضر لكثرة ما جمع ومبالغته في التتبع للطرق وجمع الروايات وترجيحها وهو أهل لذلك والمذكور عند سائر المحدثين أنه صلى الله عليه وسلم لم يزل من يوم دخوله مكة نازلا إلى أن ارتحل ذاهبا إلى منى يوم التروية ويبعد أن يرتحل من الأبطح وينحدر إلى