السعي محل شوق عظيم وازدحام عميم.
وأقول كما قال شيخنا ما نصه ولو أيقظ الله الأمراء لمنعوا الناس من التسوق فيه أيام الموسم لكان في ذلك نفع كثير وأجر كبير فلما قضينا الوطر من العسي نزلنا بذلك الوادي ثم أننا أكترينا دارا مع أصحابنا معلومة طريقها والله أعلم من المروة غير أن أهلي ما دخلوها إلا بعد الرجوع من عرفة ونحن بتنا في ذلك الوادي أي أهلي وأصحابي وأما أنا فقد بت في الحرم والله أعلم وبعد ذلك اليوم هو يوم الذهاب فيه لمنى ثم إلى عرفة ثم إلى مزدلفة في الرجوع.
نعم حين نزلنا مبكة طفنا نهارا أي الرجال وأما أهلي النساء وكذا نساء من يحجب من الركب أي المخدرات طفن طواف القدوم ليلا فبعد ذلك اليوم عند صلاة العصر ارتحلنا إلى منى اليوم الثامن من ذي الحجة فانفصلنا عن مكة في ازدحام عظيم من كثرة الأركاب.
وفي ذلك اليوم قتل لي جملا طيبا قل نظيره سيدي محمد ابن سيدي خروف تلميذي فنزلنا بمنى قرب مسجد علي أي استندنا لحائطه من جهة اليمين بينه وبين الجبل الذي فوقه وهذا المسجد الدعاء فيه مقبول مستجاب وورد فيه فضل عظيم ، وثواب جسيم ، والصلاة فيه كذلك فصلينا فيه المغرب والعشاء وإن بعض الأركاب من المصري والشامي والعراقي والمغربي لم يرحل إلى نصف الليل أو الثلث الأول ثم ارتحلوا إلى عرفة فترك الكل الفضيلة وهو النزول هناك إلى شروق الشمس على ذلك الجبل فلما تحرك الكل إلى الرحلة وقع الكلام في ركبنا بالرحلة ليلا فتشاورنا على المبيت ثم مرة أخرى تحركوا ظنا منهم أن من رحل ليلا ليدرك المبيت في عرفة لأنها ليلة شكثم أن الجميع ارتحل فارتحلنا. فلما خرجنا من مزدلفة ووصلنا بينها وبين عرفة طلع الفجر أي بين العلمين فوجدنا أكثر الأركاب هناك نائمين أو الكل والله