خديجة رضي الله تعالى عنها وقبة فيها قبر الفضيل بن عياض وغير ذلك ومحوط فيه قبور كثيرة لأئمة من العلماء الغرباء قال أبو سالم قرأت على حجر فيه هذا قبر الإمام أبي القاسم القشيري وهذا غريب إلا أن يكون قد نقل بعد موته إلى هنالك ولم نر أحدا من المؤرخين ذكر انه مات بمكة.
وقد رأيت في طبقات الإمام تاج الدين السبكي التعريف بولد أبي القاسم القشيري وذكر انه توفي بمكة المشرفة فعلمت أن القبر قبره لا قبر أبيه رضي الله تعالى عنهما وعل حجر آخر قبر أبي حامد بهاء الدين السبكي وجماعة كثيرة وأسفل الحجون بجانب الطريق قباب كثيرة غالبها للشرفاء أمراء مكة ومنها قبة سامية يقال لها قبة أبي طالب وعوام الغرباء يظنونه أبا طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم وبعضهم يقول أبو طالب المكي وإنما هو أمير مكة المتأخرين من أشرافها من آل نبي نمر اسمه أبو طالب قالوا كان في حياته شجاعا مقداما فاتكأ دوخ بلاد الحجاز وقهر عربانها غاية القهر وأهل نجد وتهامة إلى الآن يؤرخون بعهده فيقولون كان هذا في زمان أبي طالب وكان سفاك للدماء ومع ذلك كان حسن السيرة ولم يكن أحد يأتيه بالولاية لما هو عليه من الفتك والبطش إلا أن بعض أهل الكشف كان يقول هو مظهر من مظاهر أسمائه تعالى القهرية أقيم في مقام الجلال فلما توفي ظهرت له كرامات كثيرة وصار قبره من أعظم المزارات.
فمما ظهر منها أنهم قالوا جلس جماعة من القراء حول قبره يقرءون القرآن قرب موته كما هو عادتهم وبين أيديهم شمعة تضيء بليل فوقعت إلى الأرض فانطفأت فتحيروا فلم يجدوا من يوقدها لهم فانشق القبر عيانا فخرج منه وأوقد لهم الشمعة فرجع ومنها أن بدويا خرج من مكة بقفص عنب فلما وصل إلى قبره تذكر حاجة بمكة فوضع القفص ورجع فجاء سارق ليأخذه فيبست يده والتصقت بالقفص وبقي