ولما قضينا للإله مناسكا |
|
ذكرناه والمطلوب منه سألناه |
فمن طالب حظا لدنياه ما له |
|
خلاق بأخراه إذا الله لاقاه |
ومن طالب حسنى بدنيا لدينه |
|
وحسنى بأخراه وذاك يوفاه |
وآخر لا يبغي من الله حاجة |
|
سوى نظرة في وجهه يوم يلقاه |
قال شيخنا المذكور ذكر المشاهد التي ينبغي للحاج أن يزورها بمكة شرفها الله تعالى : منها الدار التي ولد فيها صلى الله عليه وسلم وقد جعلت الآن مسجدا ومزارا عظيما تفد إليه الوفود من كل ناحية أيام المولد النبوي هذا على ما علم مما وقع من الاختلاق في كتب السير في مولده صلى الله عليه وسلم هل هو بمكة أو بالأنواء وعلى انه بمكة فقيل بالشعب وقيل بالمحصب إلى غير ذلك من الأقوال ولا أدري من أين أخذ الناس تعيين هذا المحل بالخصوص اللهم إلا أن يثبت أن تلك دار والده أو جده صلى الله عليه وسلم فيترجح القول بأنه في مكة بقضية عادية وهي أن ولادة الإنسان في الغالب في منزل والده وأن أريد بالشعب شعب أبي طالب الذي انحاز إليه مع بني هاشم وبني المطلب في قضية الصحيفة فلا يبعد ذلك لأن هذه الدار قريبة من الشعب من أسفله والعجب أنهم عينوا موضعا من الدار مقدار مضجع وقالوا انه موضع ولادته صلى الله عليه وسلم.
قال شيخنا أبو سالم ويبعد عندي كل البعد تقييد ذلك من طريق صحيح أو ضعيف لما تقدم من الخلاف من كونه في مكة أو غيرها وعلى القول بأنه فيها ففي أي شعابها وعلى القول بتعيين هذا الشعب ففي أي الدور وعلى القول بتعيين الدار فيبعد كل البعد تعيين الموضع من الدار مع مرور الأزمان والأعصار ، وانقطاع الآثار ، والولادة وقعت في زمان الجاهلية وليس من يعتني بحفظ الأمكنة لا سيما مع عدم