الأشراف فإن أمرهم قد قوي علي وعلى غيري أو كلاما هذا معناه والله اعلم وقد سألني عن وطني ونسبي فأجبته بما حاصله أني من عمالة الجزائر وأني شريف فلما أردت الانفصال سألني الدعاء له ولذريته وقام وودعني توديع الحبيب لحبيه وهذا السلطان اسمه مساعد وأما الحجة الأولى فقد كانت في ولاية أخيه السلطان مسعود وهذا كله يرشد إلى أن الزمان قد زاد في الظلم والتعدي نعم الحج قد كاد أن يكون ساقطا من الظلم من الولاة وأصحابهم والعرب والظلم الكبير من الشيالين زادوا في الارتياش للظلام والشكوة.
تتمة قد دخلنا مكة وسكنا دارا بالكراء أنا وأهلي وأما أصحابنا الفضلاء سيدي أحمد بن حمود وسيدي أحمد الطيب وسيدي أحمد الشريف الطرابلسي وأصحاب كل قد أكترى كل واحد دارا لنفسه مع أصحابه وإنما يكون اجتماعنا في المسجد الحرام وقد لزمته أيامي هناك فلا أخرج إلا لأمر مهم لا بد من الخروج إليه وأني دخلت الكعبة كما ذكرنا أولا والله اعلم أني لقيت صاحب السعد الكامل في الطواف وفي بعض الجمرات تقبل الله من جميعنا ثم بعد ذلك أتينا بالعمرة من التنعيم لتعذر الجعرانة من الخوف كما سبق مع اغتسال جميعنا هناك وأحرمنا بها وقضيناها ليلا بسعيها وطوافها وحلاقها والحمد لله على التمام ولله در شيخنا حيث قال :
وردّت إلى البيت الحرام وفودنا |
|
تحن له كالطير حنّ لمأواه |
وطفنا طوافا للإفاضة حوله |
|
ولذنا به بعد الجمار وزرناه |
ومن بعد ما زرنا دخلناه دخلة |
|
كأنا دخلنا الخلد حين دخلناه |
ونلنا أمان الله عند دخوله |
|
كما أخبر القرآن فيما قرأناه |
إلى أن قال :
وكم موقف فيه يجاب لنا الدعا |
|
دعونا به والفضل فيه نويناه |