يستجاب الدعاء عنده وهو في الشعب تحت الجمرة بيسير على يسارك وأنت ذاهب من مكة إلى منى قال فسرنا فجئنا المحصب فنزلنا بإزاء مسجد عائشة وصلينا الظهر والعصر والمغرب والعشاء ورقدنا رقدة ثم ذهبنا إلى العمرة وأحرمنا لها من التنعيم لتعذر الجعرانة من شدة الخوف وقلة الرفيق انتهى.
هذا وأن شيخنا المذكور نزل المحصب للسنة وتأخر عن التعجيل ليحصل الفضيلة المتروكة والناس في زماننا قد تركوا ذلك كله إلا من شذ من الناس لكثرة الأذية والخوف من اللصوص وقد زاد الفساد والظلم والتعدي من الأشراف وغيرهم من أصحابهم فلا يكادون يرجعون عن التعدي بل على أقل شيء يقتلون عليه العبد ولقد قتلوا صاحب أخينا في الله سيدي محمد بن قسوم الريغي على شربه الماء.
حاصله أني دخلت على سلطان مكة المشرفة في داره في منى في بعض الإبل ذهبت للحجاج أغار عليها العرب فاستأذنا في الدخول عليه أنا وجماعة من الفضلاء فأذن لي منفردا في الدخول وحدي ومن معي بقي عند باب الدار ينتظرون ما أرجع به فلما دخلت عليه وجدته جالسا على فرش مرتفعة مواجها باب طاق ينظر الأركاب ويعتبر ومعه أشخاص قليلة فلما قربت منه تحرك عن موضعه فقبل كتفي وقبلت كتفه ثم قال ما تريد قلت الجمال لأن العرب أغاروا عليها عند البئر الفلاني وقلت له ألم تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته.
نعم لما سمعني قلت كلكم راع وكلكم الحديث وقد فرح بي وسر سرورا عظيما لما علم أني صاحب علم وانبسط وجهه انبساطا كاملا فتحرك وجدا وقال نعم فإن دخلنا مكة نأتكم بالإبل التي ضاعت لكم واعتذر لي بان قال ما ضيع الأحكام إلا