التخلق بها والتعلق بجميع أسمائه والخروج عن الأكوان بمشاهدة المكون وإتباع الشريعة ونهج الحقيقة والتأدب بالآداب الأشياخ ومواساة الإخوان وموادتهم على لسان الشريعة والنصيحة للأمة المحمدية بان يجعل الكبير أبا والصغير ابنا والمساوي أخا وتعليم الجاهل بالرحمة والشفقة وأخذ العلم بالتواضع وحرمة الأولياء وحسن الظن في جميع المسلمين عند عدم المخالطة وإلا فسوءه حتى يظهر خلافه والتسليم للفقراء فيما لم يكن مجمعا عليه والتصديق بأحوال أهل الله تعالى من مواجدهم ومواردهم وخرق العادة في حقهم إذا كان مغلوبا مطلقا أو كان متبعا للسنة هذا وإن المشعر الحرام موضع عظيم لا يكاد يخفى فضله على كل مسلم فضلا عن الأتقياء.
ولما وصل وقت الأسفار سرنا منه إلى أن وصلنا إلى بطن محسر وكثير من الناس لا يعرفه وقد شغفت بالسؤال عنه فلم أجد من يعرفه بالعيان نعم لما توجهنا إلى الطلوع إلى منى رأينا الناس يسرعون فيه بالمشي فلدناهم في ذلك فأسرعنا فيه فذلك هو والله اعلم.
قال شيخنا سيدي أحمد بن ناصر ما نصه وهو وادي النار وأسرعنا وحركنا دوابنا وهو من أول ما تحاذي البركة الخربة التي على يسارك أن مررت بطريق الأركاب وأنت ذاهب إلى منى حتى تأخذ في الطلوع إلى منى وترتفع بك الأرض وبهذا عرفه أعلم أهل عصره بالمناسك خليل المكي حسبما نقله عنه البلوي في رحلته إذ سأله عن حده والإسراع فيه مشروع ذهابا وإيابا فمضينا كما نحن على الطريق الكبرى التي تشق منى إلى أن أتينا جمرة العقبة ورميناها بسبع حصيات من أسفلها مكبرين مع كل حصاة كما كنا راكبين غير راجلين كما هو السنة عن سيد الأولين والآخرين عليه أفضل صلاة المصلين وأزكى سلام المسلمين انتهى.
انعطاف فسرنا إلى قرب منى فتسارعنا كالناس المسارعين في وادي النار فعلمت