حتى لا نحس بذلك وعافيتك أوسع لي يا أرحم الراحمين انتهى.
ومنها الجعرانة وهي موضع بين مكة والطائف وهي إلى مكة أقرب بكثير بينها وبين مكة ثمانية عشر ميلا ومنها كانت عمرة النبي صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة حين قسم غنائم حنين كما في الصحيحين وذكر المحب الطبري عن الواقدي أن إحرامه صلى الله عليه وسلم بالعمرة منها كان ليلة الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة.
قال المجب الطبري ومنها يحرم أهل مكة كل عام في ليلة سابع عشرة من ذي القعدة وذلك خلاف ما ذكره الواقدي.
قال القاضي تقي الدين الفاسي مؤرخ مكة في شفاء الغرام وما ذكره الطبري يخالف ما أدركنا عليه أهل مكة فإنهم يخرجون من مكة في اليوم السادس عشر من ذي القعدة ويقيمون السابع عشر بالجعرانة ويصلون المغرب بها ليلة الثامن عشر ويحرمون ويتوجهون إلى مكة وهو يلايم ما ذكره الواقدي.
قال الحطاب وعلى ما ذكره القاضي تقي الدين أدركنا عمل أهل مكة.
قلت ولا أدري متى أنقطع عمل أهل مكة هذا فإنهم الآن لا يحرمون منها ولا تكاد تجد أحدا يعلم أنها من مواقيت العمرة إلا من مارس كتب الفقه وأما العوام فلا يطلقون أسم العمرة إلا على التنعيم ومكانها وادي أفيح كثير العضاه وماؤه شديد الحلاوة غزير وبها بئران عظيمتان مطويتان بالحجر المنحوت وعنده دوحات عظيمة وعلى شفير الوادي مكان مسجد يقال أن منه أحرم النبي صلى الله عليه وسلم.