وينتفع به المسلمون فانه قد ورث سر سيدي عبد الرحمن أقطال أعني المجدوب فوجدت سر الله فيهما ونحن لم يصلنا خبر موته غير انه مات تلك السنة في مصر بعد رجوعه من الحج ودفن فيها (١) وأما القبر الذي في تونس فقبر ثان فسموه بذي القبرين ولا يبعد حاله ممن هذا وصفه إذ لو كان ما روي عنه ذلك حال حياته لكان ما فعلوه مساعدا (٢) أو أنه وجد في القبر الذي في تونس فيها ونعمت (٣) وهو له قبول تام عند الناس وبركة عظيمة مجاب الدعوة لا سيما في دعاء الشر (٤) فانه مجرب يحصد الناس حصدا وقد اجتمعت به في صغري وبعد (٥) وكان يحبني كثيرا وقد دعا لي بالخير.
ومما أعجبني مما سمعته انه قدم إلى مسجدنا في حياة أبي وبات في المسجد وبت معه ولم يأكل طعام أحد إلا طعامنا ونمت معه إلى الصبح وهو مستلقى على ظهره فلم يرجع لسانه عن (٦) الذكر إلى أن طلع الفجر بات طربا من غير نوم إلى الصبح فلم يفتر عن ذكر الله تعالى وكان صاعقة الظلام والمحرومين (٧) وانه عزم عليه شخص وهو معلمنا في القرآن سيدي يوسف بن بشر ان هو والولي الصالح سيدي علي الصافي فلما بلغنا إلى داره وجدنا مائدة من النوع الذي يسمى المحمصة فأكلت أنا معه وأما سيدي علي الصافي فصائم وأن الشيخ المذكور جعل السمن الكثير في القصعة فقال له الشيخ سيدي عبد الرحمن ما عندك من المعز أو الضأن فقال له اثنتان ليس إلا وكلام الشيخ عليه حلاوة وطلاوة فقال هذا الشيء في حقك كثير بل واحدة تكفي فقلت له يا
__________________
(١) انظر هذا الكلام في صحيفة ١٧٨.
(٢) في نسخة إذ كل ما روي عنه في حال حياته مساعد لما فعلوه.
(٣) في نسخة بإسقاط فبها ونعمت.
(٤) في نسخة في أعداء الشرفاء.
(٥) بياض في جميع النسخ ولم ينبه عنه في نسخة.
(٦) في نسخة يفتر عن.
(٧) في نسخة المجرومين.