سيدي عبد الرحمن ما اشد كثرة المال عندك لا سيما الذاهب والفضة وآلة الحرب فقال والله الذي كان عندي لم يكن عند سلطان الجزائر فقال والله يا بني أن الفتوحات والمنح لتأتي إلي من بلاد النصارى فان بعضهم لما أسرت شاهد مني أمرا عظيما وقد انعدم عنده الذكور فجعل لي فتحا كذا وكذا دينارا على انه إن ولد له ذكر ففتح الله له بالذكور فقلت له فلم تزكي مالك فقال بنفس وصوله إلي أعطيه لأخي ولأولاده فلا زكاة علي فقلت له هذا لا ينجيك من حق الله الذي أوجبه الله عليكم فقال لا ملك لي حتى تجب علي فقلت له أن رأيتهم منعوا الزكاة فلا تزد لهم شيئا فسكت عني إذ كنت بحاثا.
نعم وكل ذلك من الوهب الرباني والمنح الفرداني ثم أني تعجبت من مقالته الأولى التي قالها للمعلم فأن حملت كلامه على ظاهره من استعظامه ملكه اثنتين من المعز أو الضأن ثم بعد ذلك قلت في نفسي أن كلام أهل الله لا يفهمه إلا ذووه على أني فتح لي أن استعظام الشيخ ملك الاثنين ليس على ظاهره إنما هو الدنيا والآخرة فالجمع بينهما أمر كثير لا يليق بالمعلم المذكور ولذا قال واحدة تكفي يعني الآخرة وإن كان لا بد فالآخرة أولى جعلنا الله من أهلها.
أقول أيضا وقد اجتمعت معه في بجاية وكان يلازمها في رمضان وهي رباط وزيارة فمررت عليه ووجدته في حانوت الجفاف وإذا فالحلاق يحلق شعر رأسه فلما فرغ قبل الحلاق رأسه وسأله الدعاء ثم سألته الدعاء أيضا فقال لي أنت الذي تقرئ الطلبة هنا في رمضان فقال لي خذ هذه الرسالة أسردها علي وكان أميا لا يقرأ ولا يكتب وإنما فيض إلهي فاض عليه فإن الله لا يتخذ وليا إلا وعلمه فلما قرأتها وجدت فيها أن فلانا قد بعث لك خمسمائة رطل من قطران لسفينتك التي استعددتها للجهاد والغنائم فقال في الجواب اللهم اسق القطران له وشبعه منه فتعجبت من كلامه فقلت