ومررنا على أخينا في الله سيدي الحاج أحمد ودخلنا بيته حين ظعنا من الشيخ زروق واستضافنا وأحسن إلينا (١) وهو قد حج معنا وكذا محل سيدي محمد بن عامر ودخلنا مسجده الذي بناه جديدا وأحسن بناءه تقبله الله منه وأثابه على قدر نيته وحمدنا الله له ودعونا له بالعمارة بالعلم والعمل والدين وإظهار الشعائر الإسلامية فيه وتوفية الحقوق الإلهية والآدمية من غير مشقة ولا كلفة وأن يغنيه وذريته ومعينه غنى لا يتبعه فقر أبدا بمحمد وآله وقطب الزمان وحزبه.
حاصله أقمنا فيه بيومين فلما لم يحصل لي المقصود من الشيخ زروق ذهبت إليه في الليل ليكمل المرغوب ولعل الله أن يتم لنا المطلوب فأحسن إلينا وكيله أحسن الله إليه ثم ظعنا منه فودعنا من ودعنا من الأحباب فما أصعب منه أي من الفراق إذ لو نعطى الخيار لما افترقنا ولكن لا خيار مع الزمان فلم أعلم مصيبة أعظم من مفارقة الأحباب والإخوان والخلان والأصحاب فبتنا قرب ساحل حامد مبيت خير وعافية ثم ظعنا منه صبيحة فأشرفنا (٢) على وطن الساحل فلما دخلنا البدل وإذا برجل من معارف سيدي محمد الشريف لقينا بخبز ولحم وتمر جديد كثير الله خيره وأحسن إليه بمنه فعرضناه في الطريق فكل من مر من الحجاج إلا أكل وشبع وربما تزود فعم الخير كل الناس والناس في زيارة الحجيج كثيرون أفواجا بعد أفواج.
وعمالة طرابلس أهل اعتقاد ومحبة فأتانا الفاضل الكامل الفيه النبيه المحب سيدي سالم الفطيسي وإخوانه وجماعته يريدون الزيارة والتماس الخير منا فعزم علينا وعلى الفضلاء أصحابنا سيدي محمد الشريف إلى بيته رغبة واغتناما للبركة ومعنا جماعة من رؤساء الركب وفضلائه فأنزلنا في غرفة مقدما شيئا من الرطب والطعام
__________________
(١) في ثلاث نسخ وأحسنها.
(٢) بياض في ثلاث نسخ ولم ينبه عنه في نسخة.