فاجتمع أصحاب الجميع سيدي أحمد بن حمود وسيدي عبد الكريم وسيدي محمد اليعلاوي وسيدي أحمد بن أبي القاسم والمؤلف لهذه الرحلة وأصحاب الجميع وسيدي محمد الشريف الطرابلسي وأصحابه فلما أكلنا وأكل من الركب من مر علينا وعند الليل قسموا ما حملوه بيننا وبين سيدي محمد الشريف وهو كثير جدا ففرقناه على أهل الركب فكل أخذ نصيبه وأما نحن وسيدي عبد الله بن رحاب فقد عمنا خيرهم جعل الله البركة فيهم وفي ذريتهم إلى يوم القيامة آمين وكان لنا ولهم بالغنى الظاهر والباطن وزوال الحجاب من رب الأرباب اللهم لا تجعل فيهم فقير دين ودنيا بمنك وكرمك.
فذهبنا كذلك إلى أن نزلنا في محل بعيد من الشيخ زروق غر انه قبالة قبره فبدأنا بزيارته قبل الزوال (١) فلما استشفينا منه عليلنا وأبردنا منه غليلنا جعلنا الله في زمرته وزمرة أولياء الله تعالى وكان لنا ولذريتنا وقرابتنا وإخواننا في الله وطلبتنا مغيثا شفيعا وليا نصيرا وردع (٢) به أعداءنا بمنه وكرمه وقد استضافنا الأشراف بمحالهم وكذا عيرهم وأما من أتى بالطعام والتمر للخيمة فلا يعد ولا يحصى لأن أحباءنا في مسراتة من الطلبة والعلماء والفقراء والحجاج والشرفاء وآغة الصبايحية ممن له مشيخة في مسراتة اللهم عمر مسراتة وكثر خيرها ورخص أسعارها وأمن أرضها وأحفظها من كل طارق يطرقها إلا طارق خير وأهد ولاتها وأرحم بهم الضعفاء بأن يكونوا رحمة لأنفسهم وللأمة المحمدية غيرهم وكن اللهم لهم على من ظلمهم ولا تكن عليهم يا أرحم الراحمين يا رب العالمين وأمنن علينا وعليهم بالنصر والعز والرفعة والعفر والعافية والبركة والمنة في الأزواج والذرية والأموال والرأي والاستقامة ودوام العمارة وأتباع السنة المحمدية وأحفظ وطنهم من المجاعة آمين.
__________________
(١) في ثلاث نسخ النزول.
(٢) في نسخة ذرأ.