فماؤه غزير عذب كثير منه م (١) طيب سائغ شرابه فظعنا منه فمررنا بمطراو ومطرا وماؤه غزير مستجم فيه ملوحة ميل إلى مرارة سقى المحتاج دوابه منه ثم مررنا ببئر حسان وحسان الآن اسم علم على موضع فيه مورد ماء قلما يوجد فيه ما يكفي الركب إلا في أزمنة الخصب وكان في الأصل اسم لعامل بعض ملوك بني مروان بعثوه لغزو إفريقية بعد موت عقبة بن نافع (٢) أمير إفريقية ومفتتحها وارتداد غالب إفريقية فنزل في هذا الموضع وبنى فيه قصورا تسمى قصور حسان وكان يغير من هناك على إفريقية وأقام بذلك المحل مدة وخبره مشهور مذكور في تاريخ فتوح إفريقية ثم مررنا بالمسيد (٣) معطن برملة على يسار السبخة به ماء لا بأس به غير انه به ملوحة ثم بالعريعرة (٤) معطن بإزاء السبخة بساحل البحر به ماء عذب فرات طيب غزير من أعذب المياه يقرب من ماء وجدناه بالتميمي هذا وإني تركت معطنا بعد بئر حسان وهو بئر الهويشا معلوم وهناك سبخة عظيمة مخيضة وفيها ماء ملح أجاج إلا بعض الآبار فلا بأس بمائها يعرفها الخبير والمتوطن ولا ينبئك بها مثل خبير.
ثم مررنا على قبر أبي شعيفة فزرناه والركب مار على طريقه لبلد ولي الله باتفاق ، فطب العارفين على الإطلاق ، أبي العباس سيدي ومولاي أحمد زروق وانصرمت مراحل برقة التي قيل فيها على ألسنة العوام حرقة أو (٥) غرقة لا برقة فلاحت لنا أعلام العمارة ، وظهرت لنا من الدنيا الأمارة ، وتنادى الحجيج البشارة ، هذا أول (٦) العمران قد كشف لنا أستاره ، فساروا مظهرين الفرح ، ومسيرين الترح ، ومخفين
__________________
(١) في نسختين منهمر وفي نسخة منسجم.
(٢) في الرحلة الناصرية عامر.
(٣) كذا في جميع النسخ وفي الرحلة الناصرية السميرة.
(٤) في الرحلة الناصرية العريرة.
(٥) في الرحلة الناصرية بإسقاط حرقة أو.
(٦) في الرحلة الناصرية اوان.