بأس به.
قال شيخنا سيدي أحمد بن ناصر ما نصه.
تنبيه وتمر هذا البلد أحسن تمر رأيناه في البلاد المشرقية حلاوة ونقاوة وكبرا يشابه تمر بلادنا وليس منه ما يحمل في قفف صغار من سعف النخل تسع كل قفة منها أزيد من ربع القنطار ويبيعونها كذلك إلا بأوعيتها وأخبروا بأنها لا تباع إلا كذلك فمشتريها لا يحتاج إلى حبال للشد ولا غرائر للحمل بل يشتري حاجته منها فيعلقها على بعيره فمن الإبل من يحمل العشرين إلخ فظعنا منه إلى أن وصلنا العقبة الكبرى فصعدناها على الطريق الصعبة المعروفة المعتادة لسلوك الحاج منها غير أن السير على حسب قوة الإبل إلى أن خرجنا منها ثم كذلك إلى أن نزلنا الطرفاوي فوجدنا أرضه زهراء طيبة الأطراف منيقة النبات وأقام الركب فيه يوما ويوم الإقامة خرجت متنزها في البحر ومتفكرا في أمره ومتعجبا في صنع الله تعالى لما علمت أن رؤيته تفرج الغم وتزيل الهم وكذا رؤية الأشجار والأنوار والأزهار تشرح الصدر وعند ذلك قلت (١).
يا سلائلا عن الطرفاوي تذكر |
|
رائحة النرجس فيه تعطر |
فانه محل خصب للدواب |
|
يعلم ذاك من رآه بالصواب |
وعذب مائه أيضا قد اشتهر |
|
عند الحجيج والظعين المستقر |
وبحره يزهي جميع الناظرين |
|
وهو يفرج كروب الحازنين |
فحسبه للمسلمين منزلا |
|
وماؤه (٢) للواردين منهلا |
والضرع عنده يدر أكثرا |
|
من غيره أجل ليس يمترى |
فزرعه غير بعيد الخصب |
|
عمره يا رب به بالقرب |
__________________
(١) تنبيه في هذه القطعة يوجد خلل في جميع النسخ.
(٢) في ثلاث نسخ وحبه.