ثم أن النبي صلى
الله عليه وسلم أخير بقوة دين البربر ما روت فاطمة عنه في قصة جاريتها التي أعطتها
صدقة وهي معلومة وقالت لها أمضي إلى السوق من يقبل منك صدقة فأنيني به فمضت وهي
تقول من يقبل صدقة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل مغربي أنا موضع صدقة
آل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطته الصدقة وقالت له أجب بنت رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال السمع والطاعة فلما بلغ إلى الباب نظرت إليه فاطمة رضي الله
عنها وبكت وقالت هذا رجل بربري وقد قال لي والدي رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل
نبي حواريون وحواريو ذريتي البربر يا فاطمة سيقتل الحسن والحسين ويفر أولادهم فلا
يأويهم أحد إلى البربر فيا شؤم من فعل بهم ذلك وطوبى لمن أكرم ذريتي وأعزهم إذ
إنهم سيقومون بهذا الدين على المنهج الواضح وكأني أنظر إلى البربر على الخيل الشهب
على رؤوسهم العمائم والنصر أمام أربعين حتى يربطوا خيلهم بزيتون فلسطين ويقسمون
الغربيات المنقيات ويبيعونهم بالدراهم والفلوس إلى غير ذلك مما روي عنه صلى الله
عليه وسلم في جزيرة الأندلس وبحيرتها.
ومنها يخرج النيل
الذي لا أعجب منه ولا أكبر منه نهرا في الدنيا وهو من عجائب صنع الله تعالى ويتفرع
منه أنهار إلى بلاد النوبة وإلى بلاد جاوة وهي جزيرة وسط البحر قد دارت بها البحور
من كل الجهات فمن المشرق بحر القلزم الأخذ من باب المندب على اليمين إلى مدينة
الطور إلى عجرود ومن جنوبها وغربها البحر المحيط الذي لا يعلم أين منتهاه إلا الله
تعالى ومن جهة الشمال بحر الخزر وهو بحر الإفرنج إلى بلد القدس من ناحية الشام وفي
وسط هذه الجزيرة صحاري السودان الحاجزة بين السودان والبربر وقد قال صلى الله عليه
وسلم إن بأقصى الأرض جزيرة يقال لها الأندلس سيكون فيها رجال يأمرون بالمعروف
وينهون عن المنكر حيهم سعيد وميتهم شهيد ثم يتوارثها قوم يأمرون بالمنكر وينهون عن
المعروف والذي نفسي بيده