الطواف وأنا أحجل ولم أقبل الحجر مباشرة في أكثر الأشواط.
هل أنت إلا إصبع دميت |
|
وفي سبيل الله ما لقيت |
وخرجت إلى السعي وسعيت من الصفا إلى المروة ومن المروة إلى الصفا على رجلي وتعبت جدا فعجزت عن إتمامه راجلا فأتيت بدابة فركبت وأتممته راكبا وأتيت المنزل الذي اكتريناه ورقدت رقدة وأصحابنا بمكة يوم الجمعة رابع عشر ذي الحجة ثالث فبراير وأقمنا بها بعد قضاء النسك تسعا ، وفي هذه المدة في تلك العرصات نجول ونسعى ، ودخلنا البيت الشريف كما قدمنا فتمتعنا بإجالة النظر في نواحيه ، حرصا على تحقيق مبانيه ، كما قيل :
وردّت إلى البيت الحرام وفودنا |
|
تحن له كالطير حنّ لمأواه |
وطفنا طوافا للإفاضة حوله |
|
ولذنا به بعد الجمار وزرناه |
ومن بعد ما زرنا دخلناه دخلة |
|
كأنا دخلنا الخلد حين دخلناه (١) |
ونلنا أمان الله عند دخوله |
|
كما أخبر القرآن فيما قرأناه |
فيا منزلا قد كان أبرك منزل |
|
نزلناه في الدنيا وبيت وطئناه |
ترى حجة أخرى إليه ودخلة |
|
وذاك على رب الورى نتمناه |
وإخواننا ما كان أحلى دخولنا |
|
إليه ولبثنا في حماه لبثناه (٢) |
وإخواننا اوحشتمونا هنالكم |
|
فيا ليتكم معنا أوان حققناه |
نطوف به والله يحصي طوافنا |
|
ليسقط عنا ما نسينا واحصاه (٣) |
وبالحجر الميمون لذنا فإنه |
|
لرب السما في الأرض للخلق يمناه |
__________________
(١) في الرحلة الناصرية كأنا دخول الخالدين دخلناه.
(٢) في الرحلة الناصرية وبتنا في حماه لبثناه.
(٣) كذا في الرحلة الناصرية وفي جميع النسخ واخطأناه.